الثلاثاء، 4 فبراير 2014

لمَ كان القرآن هو الثقل الأكبر؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  6:58 م 0 تعليقات

السؤال: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: "أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله حبل من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض". فاي الثقلين هو الأكبر، ومن أي حيثية يكون أكبر؟

الجواب: ذكر الشيخ الصدوق في (الخصال)بإسناده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري: أنّ رسول الله قال في حديث الثقلين الشهير في مصادر جميع المسلمين المعتبرة: "...ألا وإني سائلكم غداً ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي، وماذا صنعتم بالثقلين من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟ قالوا: وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الاكبر فكتاب الله عزوجل" ..
قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام فقال : صدق أبوالطفيل - رحمه الله - هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه (الخصال: السؤال عن الثقلين يوم القيامة،ح1).
وفي بحار الأنوار: "يا كميل نحن الثقل الاصغر والقرآن الثقل الاكبر، وقد أسمعهم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد جمعهم فنادى الصلاة جامعة يوم كذا وكذا، وأيام سبعة وقت كذا وكذا، فلم يتخلف أحد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس إني مؤد عن ربي عزوجل ولا مخبر عن نفسي فمن صدقني فقد صدق الله، ومن صدق الله أثابه الجنان، ومن كذبني كذب الله عزوجل، وكذب الله أعقبه النيران ثم ناداني فصعدت فأقامني دونه ورأسي إلى صدره والحسن والحسين عن يمينه و شماله، ثم قال: معاشر الناس أمرني جبرئيل عن الله عزوجل أنه ربي وربكم أن أعلمكم أن القرآن هو الثقل الأكبر، وأن وصيي هذا وابناي من خلفهم من أصلابهم حاملا وصاياي هم الثقل الأصغر، يشهد الثقل الأكبر للثقل الأصغر ويشهد الثقل الأصغر للثقل الأكبر كل واحد منهما ملازم لصاحبه غير مفارق له حتى يردا إلى الله فيحكم بينهما وبين العباد. (بحار الأنوار: ج74  ص275).
وأما عن سبب تسمية القرآن بالثقل الأكبر فيمكن أن يقال:
أولاً: لأنه منسوب إلى الله جل وعلا، وعترة النبي صلوات الله عليهم أجمعين يبلغون تعاليم القرآن، وبذلك يتضح فضلهم وعلو مقامهم.
وثانياً: أن عصمتهم عليهم السلام برهانها عدم انفكاكهم عن القرآن، لأنه معصوم لا محالة، وملازم المعصوم معصوم.
وثالثاً: لأنه هو الحجة والمقياس والمرجع للجميع حتى المناوئين والمبغضين لموالاتهم ولزوم طاعته.
وقد ذكر البعض أسباباً أخرى عرفانية وفلسفية لإثبات الأمر، لكن ما ذكرناه لعله أوضح وأقرب للذهن العرفي. والله العالم.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top