الاثنين، 10 مارس 2014

لم لم يقم أمير المؤمنين (عليه السلام) بوجه مغتصبي الخلافة؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:04 م 0 تعليقات

الجواب: كان نظر الإمام عليه السلام منصباً على دفع الأفسد بالفاسد، حيث انحصر الأمر بينهما، ولم يوجد له خيار ثالث صالح. أو أن تنازله عن المهم كان حفاظاً على الأهم. وبتعبير المعاصرين اليوم: كان هدفه صلوات الله عليه استنقاذ ما يمكن إنقاذه.
ولا شك أن الحق كاملاً هو وصوله إلى سدة قيادة الأمة والخلافة، ولكن حيث إن ذلك كان سيجر على الأمة فتناً شعواء واختلافاً كبيراً، بسبب معاداة المنافقين، وجهل الدهماء، وكان خطر ذلك الاختلاف العظيم متوجّهاً إلى أصل وجود الإسلام، ينقض عراه عروة عروة، ويرجع الناس إلى جاهليتهم الأولى، لذلك تنازل الإمام عليه السلام، وهو يعلم أن اعتزاله الظاهري يعني خسارة الإسلام والمسلمين، وحرمانه لحقه المسلّم، وسيجر عليه وعلى عترته وأهل بيته الويلات والمصائب، لكنه اختار الخيار الثاني لأنه خسارته الكبرى التي ستلحق به وبعيالاته أهون عنده من زوال الدين واندراس معالمه.
والذي سار عليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه هو أصل عقلي وشرعي وعرفي، حين يدور الأمر عند المرء بين خيارين فقط أحدهما فاسد والآخر أفسد، فإن العقل والشرع والعرف يأمرونه باختيار الفاسد درءاً لخطر الأفسد.


سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top