السؤال: نحن مجموعة من الطالبات الجامعيات المؤمنات قررنا أن ندخل في حوار مع بعض الأخوات المفتونات بغرض هدايتهن، ولكننا نحب أن نعرف الأسلوب الأفضل للدخول معهن في النقاش.
الجواب: إن لكل إنسان مدخله الخاص الذي يتأثر به، فلا بد من البحث عن ذلك المؤثر الخاص بالنسبة إليه، ليكون المدخل إلى عالمه. ومع ذلك فإن الله سبحانه وزع في كل إنسان فطرته الثابتة في الخلق، واستودع الناس الميثاق قبل هذا العالم، بحيث يستشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم مقهورون لقوة عظمى، يلجأون إليها كلما التفتوا إلى ضعفهم، وعصفت بهم حوادث الدهر المخيفة المرعبة. كما ركز سبحانه فيهم العقول، وهي كالمرايا الصافية التي لا تعرف الكذب ولا المغالطة، في الأمور الواضحة المسلمة، فتبين لهم الحسن والقبيح كما هو، فإذا ما انقبضوا عن وصفه وازوروا عن حكمه، عرفوا من أنفسهم الزيغ والجحود، واستيقنوا بالعناد والمكابرة. قال تعالى: "ولكنّ اللّه حبّب إليكم الإيمان وزيّنه في قلوبكم وكرّه إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الرّاشدون. فضلا من اللّه ونعمة واللّه عليم حكيم" (الحجرات: 7و8).
وعلى هذا فلا بد أن تنطلقن معه من مسلماته التي يعتقد بها، وما من إنسان إلا وهو يعتقد ببعض المسلمات، إلا المعاندين الذين لا تفيد معهم الخطب والكلمات. فإن كان من أهل العقل والعلم دخلتن إليه من طريق البرهان العقلي والاستدلال العلمي، وإلا أمكن تذكيره بالآيات الكونية، التي لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، بل لا بد لها من موجد، ولا بد لذلك الموجد من صفات كمال وجمال. وهكذا إذا كان من أهل القلب والحس المرهف، يمكن الدخول إليه منهما بالوعظ الحسن الجميل. والقرآن الكريم زاخر بهذه الأساليب جميعا. قال سبحانه: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل: 25). ويمكن الاستفادة من أساليب أئمة الهدى في مناظراتهم مع بعض الزنادقة والملحدين، كابن ابي العوجاء، وأبي شاكر الديصاني، وغيرهما، في كتب الاحتجاج للطبرسي، وأصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق