السؤال: لدينا سؤال نطلب رأيكم فيه ..
ما رأيكم في مواصلة الدراسة في الجامعة أو الحوزوة ؟
ثم هل من نصائح و وصايا توصونا بها في هذا الطريق ؟ أنا لا أرغب أن أكون عالماً لنفسي فقط بل أريد أن أكون عالماً ربانيا ، لدي أهداف عظيمة ولدي غايات جسيمة لكن لا أعرف ماذا سيواجهني حقيقةً !
الجواب: ورد في الرواية أن الله إذا أراد بامرئ خيراً فقهه في دينه!.
ولكن ما هو المقصود من الفقه في الدين ؟ هل هو مجموعة من الأحكام البعيدة عن الواقع، وعن حياة الفرد والمجتمع والأمة؟ أم المقصود أن الإنسان يتزود بهذه المعلومات كأداة من أجل خدمة المجتمع وخدمة نفسه بالنتيجة؟
فعلى الإنسان أن يحدد ما يريده وما يقدر عليه وما يحبه. فإذا كان مقصوده الدنيا فقط؛ فربما كان العلم الحوزوي سلّماً يرتقيه بعض المتسلقين، أما إذا كان يريد الآخرة وبالتالي عمارة الدنيا من أجل الآخرة، فلا بد أن يقيس مستوى قابلياته وطموحه والعقبات التي ربما تواجهه في طريقه. وقد يقال بأنه لا كبير فرق بين كل العلوم كوسائل، إذا رأى من نفسه الانسجام، وإمكان البذل والعطاء في أي مجال كان. المهم أن يكون فعلاً قد وجد في نفسه هذه الشروط التي ذكرناها.
فالمهندس والدكتور والمحامي والصحافي ربما يخدم ولا يكون بعيداً بهذه الدراسة العلمية عن الأهداف الأساسية للدين والفقه، وبالتالي كم من مهندس أو دكتور أو محام، أو حتى شاعر خدم الدين أكثر من كثير من أصحاب الإطلاع على المعلومات الفقهية. ولا شك أن طريق العلوم الدينية هي من أجلّ هذه الوسائل التي تحقق رضا الله وسعادة الإنسان في الحياة. المهم هو أن يعرف الإنسان ما يريد أن يكون وما يريد أن يفيد المجتمع!.
فالخطوة الأولى تكمن في استعلام قابليات نفسه، وتصوراته وتوقعاته لما يمكن أن يصير عليه في المستقبل، وبإذن الله سيصل.
فإذا قررت بالفعل سلوك هذا الخط فعليك أن تشد حزام الجد، وهذا الطريق قد يكون منهكاً للإنسان مملاًّ في بعض الأحيان، فلذلك لابد أن يأخذ الطالب نفسًا طويلاً. وأهم الأمور التي يجب أن يضعها في ذهنه:
أولاً: الجد ثم الجد في الدراسة والتحقيق، يعني لا يقرأ الكتب فقط بهدف طي المراحل، بل يدقق في مفاهيمها وضوابطها أيضا. وأن لا يرتقي إلى مرحلة قبل ضبط المرحلة التي قبلها. فإن الرماحل عادة بعضها متوقف على بعض.
وثانيا: يختار الدروس التي يدرسها، فيركز على الكتب الهامة التي توصله فعلاً إلى المراحل الأعلى، ويبتعد عن الهوامش، والترف العلمي أو الفكري، فإنها مضيعة للعمر، متاهة للهدف.
وثالثا: بين فترة وأخرى يذكّر نفسه بالهدف الأصلي الأساسي، لأن الشواغل كثيرة، والصوارف تهجم على قلب واهتمام الانسان من غير ما استئذان.
ورابعاً: يحتاج الطالب للشحن وشحذ الهمة المتواصلين. لأن الوقود سرعانما ينفد. لاسيما في الجوانب الأخلاقية والعبادية، والمواظبة على الطاعات واجتناب المحرمات وقد يظن أنها أمور واضحة ولكن الغفلة تركسه في حالة من الفتور. والفتور يضيع الهدف. وإذا ضاع الهدف انتهى الانسان.
0 التعليقات:
إرسال تعليق