السؤال: كيف يجوز لنا لعن أعداء أهل البيت؟ نعم صحيح أن من
آذى أهل البيت عليهم السلام فقد آذى محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن
أريد دليلاً يثبت جواز لعنهم تحديداً يزيد بن معاوية في كل شربة ماء، فكما
تعلمت أنه لا يجوز لعن من آمن بالله ويزيد يؤمن بالله، أو لعن الصحابة
مثلاً.
الجواب :
أما عن جواز اللعن فمن القرآن قوله سبحانه وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" (البقرة: 159) وقوله تبارك وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا" (الأحزاب: 57) فمن يرتكب ما ذكرته الآيتان يكن مورداً للعن بأمر من الله الحكيم العليم. ويزيد بن معاوية، وكثير من الصحابة تنطبق عليهما هاتان الآيتان. مضافاً إلى قوله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا" (الإسراء: 60).
وما عليه أكثر المفسرين بأن الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو أُمية لعنهم الله، ويزيد من شرهم. وكثير من الصحابة أيضاً من بني أمية.
فقد أخرج: ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي، وابن عساكر عن سعيد بن المسيّب، قال: رأى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بَني أُميّة على المنابر ، فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه : ( إنّما هي دنيا أُعطوها ) ، وهي قوله تعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الرّؤْيَا...) يعني بلاءً للناس (الدرّ المنثور للسيوطي : ج4، ص191، تفسير الطبري: ج15، ص77).
وقد أفتى بجواز لعنه كبار علماء السنة، بل ولعنوه بألسنتهم، وتبرأوا ممن لا يلعنه، حتى ابن الجوزي المعروف بعدائه للتشيع ، الذي ألف كتاباً أسماه (الرد علي المتعصب العنيد المنکر للعن يزيد) ورد فيه على ابن تيمية المتوقف في لعن يزيد، فيقول: "إن انكاره على من استجاز ذم المذموم ولعن الملعون من جهل صراح، فقد استجازه كبار العلماء، منهم الامام أحمد بن حنبل. وقد ذكر أحمد فى حق يزيد ما يزيد على اللعنة. ( الردّ على المتعصّب العنيد ص 13).
والذهبي وهو المجاهر بعداء الشيعة وأهل البيت عليهم السلام يقول: "وتوقف جماعة في لعنته (يعني يزيد) مع أنه عندهم ظالم وقد قال تعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين". وقد سأل منها أحمد بن حنبل عن يزيد فقال هو الذي فعل ما فعل.
وقال له ولده صالح إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد فقال يا بني وهل يوالي يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقال: لم لا تلعنه؟ قال: وكيف لا ألعن من لعنه الله؟ قال تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم"، فهل يكون فساد أعظم من نهب المدينة، وسبي أهلها، وقتل سبعمائة من قريش والأنصار، وقتل عشرة آلاف ممن لم يعرف من عبد أو حر حتى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وامتلأت الروضة ثم ضرب الكعبة بالمنجنيق وهدمها وأحرقها؟
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار وقد قال صلى الله عليه [وآله] وسلم "اشتد غضب الله وغضبي على من أراق دم أهلي وآذاني في عترتي".
فيقال: القول في لعنة يزيد كالقول في لعنة أمثاله من الملوك والخلفاء وغيرهم. (المنتقى من منهاج الاعتدال ذهبي ، ج1، ص289).
وقال التفتازاني، وهو من كبار علماء السنة أيضاً فى (شرح العقائد النسفيه): "اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين، أو أمر به، أو أجازه، أو رضى به، والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين، واستبشاره بذلك، وإهانته أهل بيت رسول اللّه (ص) مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحاداً، فنحن لا نتوقف فى شأنه، بل فى كفره وإيمانه، لعنه اللّه عليه وعلى أنصاره وأعوانه". ( شذرات الذهب 1: 68 – 69).
بل هو ملعون لظلمه وفسقه وكفره ولعناوين لا تحصى تفهم من القرآن والسنة المتفق عليها. ويشركه في ذلك كل إنسان صحابياًّ كان أم غير صحابي إذا انطبقت عليه تلك الأوصاف والعلامات.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
الجواب :
أما عن جواز اللعن فمن القرآن قوله سبحانه وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" (البقرة: 159) وقوله تبارك وتعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا" (الأحزاب: 57) فمن يرتكب ما ذكرته الآيتان يكن مورداً للعن بأمر من الله الحكيم العليم. ويزيد بن معاوية، وكثير من الصحابة تنطبق عليهما هاتان الآيتان. مضافاً إلى قوله تعالى: "وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا" (الإسراء: 60).
وما عليه أكثر المفسرين بأن الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو أُمية لعنهم الله، ويزيد من شرهم. وكثير من الصحابة أيضاً من بني أمية.
فقد أخرج: ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي، وابن عساكر عن سعيد بن المسيّب، قال: رأى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بَني أُميّة على المنابر ، فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه : ( إنّما هي دنيا أُعطوها ) ، وهي قوله تعالى: ( وَمَا جَعَلْنَا الرّؤْيَا...) يعني بلاءً للناس (الدرّ المنثور للسيوطي : ج4، ص191، تفسير الطبري: ج15، ص77).
وقد أفتى بجواز لعنه كبار علماء السنة، بل ولعنوه بألسنتهم، وتبرأوا ممن لا يلعنه، حتى ابن الجوزي المعروف بعدائه للتشيع ، الذي ألف كتاباً أسماه (الرد علي المتعصب العنيد المنکر للعن يزيد) ورد فيه على ابن تيمية المتوقف في لعن يزيد، فيقول: "إن انكاره على من استجاز ذم المذموم ولعن الملعون من جهل صراح، فقد استجازه كبار العلماء، منهم الامام أحمد بن حنبل. وقد ذكر أحمد فى حق يزيد ما يزيد على اللعنة. ( الردّ على المتعصّب العنيد ص 13).
والذهبي وهو المجاهر بعداء الشيعة وأهل البيت عليهم السلام يقول: "وتوقف جماعة في لعنته (يعني يزيد) مع أنه عندهم ظالم وقد قال تعالى: "ألا لعنة الله على الظالمين". وقد سأل منها أحمد بن حنبل عن يزيد فقال هو الذي فعل ما فعل.
وقال له ولده صالح إن قوما ينسبوننا إلى تولي يزيد فقال يا بني وهل يوالي يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟ فقال: لم لا تلعنه؟ قال: وكيف لا ألعن من لعنه الله؟ قال تعالى: "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم"، فهل يكون فساد أعظم من نهب المدينة، وسبي أهلها، وقتل سبعمائة من قريش والأنصار، وقتل عشرة آلاف ممن لم يعرف من عبد أو حر حتى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، وامتلأت الروضة ثم ضرب الكعبة بالمنجنيق وهدمها وأحرقها؟
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار وقد قال صلى الله عليه [وآله] وسلم "اشتد غضب الله وغضبي على من أراق دم أهلي وآذاني في عترتي".
فيقال: القول في لعنة يزيد كالقول في لعنة أمثاله من الملوك والخلفاء وغيرهم. (المنتقى من منهاج الاعتدال ذهبي ، ج1، ص289).
وقال التفتازاني، وهو من كبار علماء السنة أيضاً فى (شرح العقائد النسفيه): "اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين، أو أمر به، أو أجازه، أو رضى به، والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين، واستبشاره بذلك، وإهانته أهل بيت رسول اللّه (ص) مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحاداً، فنحن لا نتوقف فى شأنه، بل فى كفره وإيمانه، لعنه اللّه عليه وعلى أنصاره وأعوانه". ( شذرات الذهب 1: 68 – 69).
بل هو ملعون لظلمه وفسقه وكفره ولعناوين لا تحصى تفهم من القرآن والسنة المتفق عليها. ويشركه في ذلك كل إنسان صحابياًّ كان أم غير صحابي إذا انطبقت عليه تلك الأوصاف والعلامات.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.