الجمعة، 27 ديسمبر 2013

اللطم والبكاء على الإمام الحسين (ع) من صلب الدين

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:14 ص

السؤال: لماذا اللطم عند الشيعة على الحسين رضي الله عنه؟ أوليست هذه خرافة وأعمالا همجية وسفهية؟
 
الجواب : 
لأنها طريقة تعارفنا عليها في أوساطنا، وورثناها من أجدادنا على أنها تعبر عن الحزن وتواسي المحزون. ولا دليل على مخالفتها للشرع. ككل الأعمال المحمولة على الحلية، ما لم يدل على حرمتها أو النهي عنها دليل من الشرع أو العقل. ومظاهر إبداء الحزن على الحسين عليه السلام مما ثبت من الشرع الحنيف الحث عليه، وأنه من أفضل القربات. كما أن فيه إحياء لمصيبة الإمام الحسين، وفضحا لأعدائه، وتعرية لجرائمهم الفجيعة التي عملوها بابن بنت رسول الله وأهل بيته وكوكبة من أصحابه، والتي كانوا قد أخفوها عن الناس والعالم.
وقد كان اللطم واللدم شكلا متعارفا من أشكال التفجع على الفقيد زمان رسول الله وصدر الإسلام، ولا سيما ذوي المقام والشرف. فقد روى أحمد في مسنده حديثا قال عنه الألباني: إنه حسن: أن عائشة ونساء الصحابة لطمن على رسول الله صلى الله عليه وآله بعد وفاته، أورد ذلك أحمد في مسنده؛ فقال: إنها ( أي عائشة) قالت : مات رسول ... (إلى أن قالت): وقمت ألتدم مع النساء ، وأضرب وجهي " (مسند احمد، ج6، ص 274،دار صادر - بيروت - لبنان) . واللدم هو اللطم على الصدر أو الوجه، أو عليهما معا كما ذكره الجوهري في الصحاح، وابن منظور في اللسان، وغيرهما.
قال الجوهري في الصحاح : ولدمت المرأة وجهها : ضربته . . . والتدام النساء : ضربهنّ صدورهن في النياحة .
وقال ابن منظور في لسان العرب : والتدم النساء : إذا ضربن وجوههن في المآتم ، واللّدم : الضرب ، والتدام النساء من هذا ، واللّدم واللطم واحد ، والالتدام الاضطراب ، والتدام النساء : ضربهن صدورهن ووجوههن في النّياحة.
وقول عائشة : «ألتدم مع النساء» ظاهر في أن بعض النساء الصحابيات كن يلطمن على رسول الله صلى الله عليه وآله؛ لأنه لا يمكن أن يقال : إن نساء الكفار كن يلطمن وجوههن أو صدورهن على رسول الله صلى الله عليه وآله .
ثم إن هناك روايات تمنع بعض أنواع التفجع على الأموات، كالنوح بالباطل، والجزع، والضرب بأشكال خاصة. ولكن وردت في المقابل أحاديث متضافرة من طريق أهل البيت صلوات الله عليهم، الذين هم الامتداد الحقيقي للنبي العظيم صلى الله عليه وآله، تستثني من ذلك الجزع على الحسين عليه السلام؛ من قبيل الرواية المعتبرة: عن معاوية بن وهب، عن أبى عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: "كل الجزع والبكاء مكروه إلا الجزع والبكاء لقتل الحسين (عليه السلام)" (بحار الأنوار: ج44 ص280). والرواية الأخرى: عن علي بن أبى حمزة، عن أبى عبد الله (عليه السلام) قال: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن على (عليه السلام) فإنه فيه مأجور" (بحار الأنوار: ج44 ص291).

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
 

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top