عيد الأضحى عيد التضحية والفداء

السؤال: ما هو يوم عيد الأضحى؟

الجواب: للمسلمين عدة أعياد، وكلها أعياد تجمع بين الدين والدنيا. وعيد الأضحى هو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة الشهر الثاني عشر من السنة القمرية الهجرية. وكلمة الأضحى مشتقة من التضحية، حيث يقوم كل حاج من حجاج بيت الله الحرام بتقديم أحد الأنعام الثلاثة (الجمال أو البقر أو الغنم) فداءً عنه، كأحد مناسك الحج  الواجبة. كما تسمى تلك البهيمة هدياً وقرباناً مضافاً إلى الأضحية والفداء. وكلها تعني أن العبد يعطي ذلك عن طيب نفس منه، تقرباً إلى ربه، وفداءً عن نفسه، وعربون صدق لاستعداده أن يقدم كل غال ونفيس في سبيل مرضاة الله عز وجل.

إن هذه الأضحية تربط الجغرافيا بالتاريخ والعقيدة بالعمل والسلوك. لأنه يستعيد ذبحه هذا الحيوان ما فعله إبراهيم الخليل عليه السلام قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، حين أمره الله سبحانه أن يذبح ابنه قرباناً. ابنه الوحيد الذي انتظره قرابة مائة عام حتى يراه، ونشأ الوليد الوحيد أمام عيني أبيه حتى بلغ سن الصبى. فأخبر ابنه بالنبأ، وأسرع ابنه إسماعيل أيضاً لطاعة ربه وأبيه، فامتثل العبدان المنيبان لله مسلّمين لأمره دون أدنى تردد. هنالك تبين لهما أن الأمر الإلهي لم يكن سوى اختبار لمدى إيمانهما وتسليمهما،  حين أنزل الله جل وعلا من الجنة كبشاً سميناً فدى به الوليد، وأخرج الوالد من بلائه المبين.

في يوم الأضحى اجتمعت رحمة الله بأجلى معانيها وعبودية الإنسانبأجمل صورها. ولذلك استحق أن يكون يوم عيد للمسلمين، بل هو لكل البشر على حد سواء. وقد روي عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قوله: " وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد".

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.