الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

قول أمير المؤمنين: أنا لست بفوق أن أخطئ

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:09 م 1 تعليق


السؤال: ما معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام :(فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ...)؟ وفقكم الله لما يحب ويرضى.
 
الجواب: هذه الرواية موجودة في نهج البلاغة، ومعلوم أنه من جمع الشريف الرضي رحمه الله، اختارها بمرجحاته الشخصية. ولكننا حين نرجع إلى المنابع المتقدمة على نهج البلاغة،  والتي تذكر السند، نجد الرواية مروية قبل الشريف الرضي من قبل الشيخ الكليني في الكافي[1]، وسندها ضعيف بعدة أشخاص، بشهادة العلامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، حيث قال: ضعيف بعبد الله بن الحارث، وأحمد بن محمد معطوف على علي بن الحسن وهو العاصمي، والتيمي هو ابن فضال، وقل من تفطن لذلك .. [2]
ومع الغض عن الضعف السندي فإن مقتضى الجمع بين هذا الكلام وبين المتواتر من الروايات والمستفاد من الآيات القرآنية خصوصا آية التطهير الكريمة أن يقال: إن المراد (لست) أي: بذاتي وبدون عصمة الله تعالى، لا مطلقا، حتى مع فعلية العصمة الكبرى، التي تفضل الله تعالى بها عليه، وعلى أخيه رسول الله، وعلى زوجته فاطمة الزهراء، وعلى عترتهم الائمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، وهذا مثل قول النبي صلى الله عليه وآله في القرآن: « قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ »[3].
بل هذا هو مقتضي العبارة نفسها إذا أكملناها كما رويت؛ حيث قال عليه السلام: "فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ و لا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي اللّه من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا و أنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره، يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، و أخرجنا ممّا كنّا فيه إلى ما صلحنا عليه فأبدلنا بعد الضّلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى"[4]. صدق عليه أفضل الصلاة والسلام.



سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

__________
[1] الكافي 8 / 352 / برقم / 550.
[2] مرآة العقول ج 26 / ص517.
[3] سورة الأنعام، الآية: 50.
[4] نهج البلاغة / بتحقيق صبحي الصالح خ 216 ص 333.


التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

شكرا لك ياشيخ

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top