السبت، 18 أكتوبر 2014

نبذة عن يوم المباهلة وأعماله

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:19 م 0 تعليقات




آية المباهلة :
قال الله تعالى :
( فمن حآجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لّعنة الله على الكاذبين ) (1) .
يوم المباهلة :
24 ذو الحجة 9 ه .
معنى المباهلة :
قال ابن منظور : ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا : لعنة الله على الظالم منا (2) .
صفة المباهلة :
وصفة المباهلة : أن تشبك أصابعك في أصابع من تباهله وتقول : اللهم رب السماوات السبع ، والأرضين السبع ، ورب العرش العظيم ، إن كان فلان جحد الحق وكفر به فأنزل عليه حسبانا من السماء وعذابا أليما (3) .
دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأساقفة نجران :
كتب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كتابا إلى أساقفة نجران يدعوهم إلى الإسلام ، جاء فيه : ( أما بعد ، فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد ، أدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد ، فإن أبيتم فقد أذنتم بحرب ، والسلام ) .
فلما قرأ الأسقف الكتاب ذعر ذعرا شديدا ، فبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له : شرحبيل بن وداعة  كان ذا لب ورأي بنجران  فدفع إليه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقرأه ، فقال له الأسقف : ما رأيك ؟

فقال شرحبيل : قد علمت ما وعد الله إبراهيم في ذرية إسماعيل من النبوّة ، فما يؤمنك أن يكون هذا الرجل ، وليس لي في النبوّة رأي ، لو كان أمر من أمور الدنيا أشرت عليك فيه وجهدت لك (4) .
فبعث الأسقف إلى واحد بعد واحد من أهل نجران فكلّمهم ، فأجابوا مثل ما أجاب شرحبيل ، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا شرحبيل ، وعبد الله ابنه ، وحبار بن قنص ، فيأتوهم بخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فانطلق الوفد حتى أتوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فسألهم وسألوه ، فلم تزل به وبهم المسألة حتى قالوا : ما تقول في عيسى ابن مريم ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّه عبد الله ) .
فنزلت آية المباهلة الكريمة ، حاملة إجابة وافية ، قاطعة لأعذار مؤلّهي المسيح ومتبنّيه ، وهي بنفس الوقت دعوة صارخة لمباهلة الكاذبين المصرّين على كذبهم ، فيما يخص عيسى ( عليه السلام ) .
فدعاهم ( صلى الله عليه وآله ) إلى اجتماع حاشد ، من أعزّ الملاصقين من الجانبين ، ليبتهل الجميع إلى الله تعالى ، في دعاء قاطع ، أن ينزل لعنته على الكاذبين .
قال أحد الشعراء :
تعالوا ندع أنفسنا جميعا ** وأهلينا الأقارب والبنينا
فنجعل لعنة الله ابتهالا ** على أهل العناد الكاذبينا
الخروج للمباهلة :
خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد احتضن الحسين(ع) ، وأخذ بيد الحسن (ع) ، و فاطمة ( عليها السلام ) تمشي خلفه ، و الإمام علي ( عليه السلام ) خلفها ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إذا دعوت فأمّنوا ) .
موقف النصارى :
قال أسقف نجران : يا معشر النصارى !! إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا عن مكانه لأزاله بها ، فلا تباهلوا فتهلكوا ، ولم يبق على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة ، فقالوا : يا أبا القاسم ، رأينا أن لا نباهلك ، وأن نقرك على دينك ، ونثبت على ديننا .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا ، يكن لكم ما للمسلمين ، وعليكم ما عليهم ) ، فأبوا ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( فإنّي أناجزكم ) ، فقالوا : ما لنا بحرب العرب طاقة ، ولكن نصالحك ، فصالحنا على أن لا تغزونا ولا تخفينا ، ولا تردنا عن ديننا ، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة ، ألف في صفر وألف في رجب ، وثلاثين درعا عادية من حديد .
فصالحهم على ذلك وقال : ( والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى كلّهم حتى يهلكوا ) (5) .
دلالة آية المباهلة على عصمة وأفضلية علي ( عليه السلام ) :
استدل علماؤنا بكلمة : ( وأنفسنا ) ، تبعا لأئمتنا ( عليهم السلام ) على عصمة وأفضلية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ولعل أول من استدل بهذه الآية المباركة هو نفس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عندما احتج في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلهم أقروا بما قال ، وصدقوه في ما قال .
وسأل المأمون العباسي الإمام الرضا ( عليه السلام ) : هل لك من دليل من القرآن الكريم على أفضلية علي ؟ فذكر له الإمام ( عليه السلام ) آية المباهلة ، واستدل بكلمة : ( وأنفسنا ) ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عندما أمر أن يخرج معه نساءه ، فأخرج فاطمة فقط ، وأبناءه فأخرج الحسن والحسين فقط ، وأمر بأن يخرج معه نفسه ، ولم يخرج إلا علي ( عليه السلام ) ، فكان علي نفس رسول الله ، إلا أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وهو أن يكون علي مساويا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جميع الخصائص والمزايا إلا النبوة لخروجها بالإجماع .

ومن خصوصيات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : العصمة ، فآية المباهلة تدل على عصمة علي ( عليه السلام ) أيضا .
ومن خصوصياته :
أنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم أيضا ، وأنه أفضل جميع الخلائق وأشرفهم فكذلك علي ( عليه السلام ) ، وإذا ثبت أنه ( عليه السلام ) أفضل البشر ، وجب أن يليه بالأمر من بعده .
أعمال يوم المباهلة :
الأول : الغسل .
الثاني : الصيام .
الثالث : الصلاة ركعتان ، كصلاة عيد الغدير وقتا وصفة وأجرا ، ولكن فيها تقرأ آية الكرسي إلى ( هم فيها خالدون ) .
الرابع : أن يدعو بدعاء المباهلة ، وهو يشابه دعاء أسحار شهر رمضان ، وهو مروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) بما له من الفضل ، ونص الدعاء موجود في مفاتيح الجنان فراجع .
__________
1 آل عمران : 61 .
2 لسان العرب 11 / 72 .
3 مجمع البحرين 1 / 258 .
4 أنظر : مكاتيب الرسول 2 / 494 .
5 إقبال الأعمال 2 / 350 .
بقلم : محمد أمين نجف

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top