بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
[{ كلامكم نور وأمركم رشد }]
قال الله تعالى : ص"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)"
(آل عمران) .
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة سيدنا ومولانا التابعي العظيم الجليل الفقيه والحواري ميثم التمار رضوان الله تعالى عليه ٢٢ من ذي الحجّة عام٦٠.
اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه) : أبو سالم مِيثَم بن يحيى التمّار النَّهرواني.
مقامه رضوان الله عليه : كان من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السّلام وخاصّته وحواريّه، ومستودع أسراره ومَغرس علومه، وقد أطْلَعَه عليه السّلام على علمٍ كثيرٍ وأسرارٍ خفيّة مِن أسرار الوصيّة وكان أيضآ من أصحاب الإمام الحسن والإمام الحسين(ع) خطيب الشيعة بالكوفة ومتكلمها، (ذكره ابن نما) وكان من شرطة الخميس في حكومة الإمام علي(ع) ، وفي مرّة قال لابن عباس: «سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإنّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين(ع)، وعلّمني تأويله.«ينادى يوم القيامة : أين حواري علي بن أبي طالب(ع)، وصي رسول الله(ص)؟ فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار ـ مولى بني أسد ـ، وأويس القرني». قال: «ثمّ ينادي المنادى:هؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين، كان ميثم عبداً لإمرأة من بني أسد فاشتراه علي (ع) فأعتقه.
قال له : ما اسمك ؟ قال: سالم قال (ع) : حدثني رسول الله (ص) أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم. قال : صدق الله ورسوله (ص) فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.
قال ابن أبي الحديد : روى إبراهيم في كتاب الغارات : أن عليآ (ع) أطلعه على علم كثير، وأسرار خفية من أسرار الوصية ، وكان ميثم يحدث ببعض ذلك فيشك فيه قوم من أهل الكوفة . وينسبون علياً (ع) إلى المخرفة والإيهام والتدليس .
حتى قال له يومآ بمحضرٍ من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاك والمخلص قال له: «إنّك تُؤخذ بعدي، فتُصلب وتُطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً، فيخضّب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، وتُصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامضِ حتّى أريك النخلة التي تُصلب على جذعها». فأراه إيّاها، ثمّ قال (ع): «يا ميثم، لك ولها شأناً من الشأن»، فكان ميثم يأتيها ويُصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة، لك خُلقت، ولي غذّيت، ولم يزل يتعاهدها حتّى قُطعت، وحتّى عرف الموضع الذي يُصلب فيه ، وكان ميثم يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك، فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يقصد بكلامه.
حجّ في السنة التي قُتل فيها، فدخل على السيّدة أُمّ سلمة(رض)، فقالت له: «مَن أنت»؟ فقال: عراقي، فسألته عن نسبه، فذكر لها أنّه كان مولى الإمام علي(ع).فقالت: «سبحان الله، والله لربّما سمعت رسول الله(ص) يُوصي بك علياً في جوف الليل»، فسألها عن الحسين (ع) فقالت هو في حائط له ، قال : أخبريه أني قد أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله ولا أقدر اليوم على لقائه وأريد الرجوع ، ثمّ دعت بطيبٍ فطيّبت لحيته، فقال لها: أما أنّها ستخضّب بدم، فقالت: «مَن أنبأَك هذا»؟ فقال: أنبأني سيّدي، فبكت أُمّ سلمة وقالت له: «إنّه ليس بسيّدك وحدك، وهو سيّدي وسيّد المسلمين»، ثمّ ودّعته.
ذكاؤه وعلمه بالمغيّبات لمنايا والبلايا : أُخذ وأُدخل على عبيد لله بن زياد وقيل له هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب قال ويحكم هذا الأعجمي فحبسه ابن زياد.
فقال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد، قال: قد بلغني اختصاص أبي تراب لك؟ قال: قد كان بعض ذلك، فما تريد؟ قال: وإنه ليقال: إنه قد أخبرك بما سيلقاك، قال: نعم إنه أخبرني: أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة، قال: لأخالفنه، قال: ويحك! كيف تخالفه؟ إنما أخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله عن جبرئيل وأخبر جبرئيل عن الله، فكيف تخالف هؤلاء؟ أما والله! لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو من الكوفة، وإني لأول خلق الله ألجم في الإسلام بلجام كما يلجم الخيل.
فحبسه، وحبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي، فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد: إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الجبار الذي نحن في سجنه، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخديه.
فلما دعا عبيد الله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، في قضية مفصلة، فشفع، فأمضى.
ما رواه مسندآ عن صالح بن ميثم قال : أخبرني أبو خالد التمار قال : كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة فهبت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان. قال : فنظر إلى الريح فقال : شدوا برأس سفينتكم إن هذه ريح عاصف مات معاوية الساعة.
قال : ولما كانت الجمعة المقبلة ، قدم بريد من الشام فلقيته واستخبرته قلت : يا عبدالله ما الخبر، قال الناس على أحسن حال ، مات معاوية وبايع الناس يزيد. قال: قلت وأي يوم مات؟ قال: يوم الجمعة.
ما روي عن معرفته :أنّ ابن الشريفة الواسطي دوّن في كتابه ( اللبات ) أن مِيثم التمّار قال: بينما أنا في السوق إذ أتى أصبَغُ بن نُباتة فقال: وَيحَك يا مِيثم! لقد سمعتُ من أمير المؤمنين عليه السّلام حديثاً صعباً شديداً، قلت: ما هو ؟ قال: سمعته يقول: إنّ حديث أهل البيت صعبٌ مُستَصعَب، لا يحتمله إلاّ مَلَكٌ مقرَّب أو نبيٌّ مُرسل أو عبدٌ مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
قال ميثم: فقمتُ من فورتي فأتيتُ عليّاً عليه السّلام فقلت: يا أميرَ المؤمنين، حديثٌ أخبرني به أصبَغُ قد ضِقتُ به ذَرعاً، فقال عليه السّلام: ما هو ؟ فأخبرته به، فتبسّم ثمّ قال: اجلِسْ ما ميثم، أوَ كلُّ علمٍ يحتمله عالِم ؟! إنّ الله تعالى قال للملائكة: إنّي جاعلٌ في الأرضِ خليفةً قالوا أتجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها ويَسفِكُ الدِّماءَ ونحن نُسبِّحُ بِحمدِكَ ونُقدِّسُ لك ؟! قال إنّي أعلَمُ ما لا تعلمون ، فهل رأيتَ الملائكة احتملوا العلم ؟!... وأمّا النبيّون، فإنّ نبيّنا صلّى الله عليه وآله أخذ يومَ غديرِ خُمٍّ بيدي فقال: اللّهمّ مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه »، فهل رأيتَ احتملوا ذلك إلاّ مَن عصم اللهُ منهم ؟
فأبشِروا، ثمّ أبشِروا؛ فإنّ الله قد خصّكم بما لم يخصّ به الملائكة والنبيّين والمرسلين فيما احتملتم ذلك في أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وعلمه، فحدِّثوا عن فضلنا ولا حَرَج، وعن عظيم أمرنا ولا إثم. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أُمِرنا معاشرَ الأنبياء ـ أن نخاطب الناسَ على قَدْر عقولهم .
ميثم ويوم مقتل الحسين (ع) : روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى جَبَلة المكّية قالت: سمعتُ مِيثمَ التمّار يقول: واللهِ لَتَقتُلُ هذه الأُمّةُ ابنَ نبيّها في المحرّم لعشرٍ يَمضِين منه، ولَيتَّخِذنّ أعداءُ الله ذلك اليومَ يومَ بركة، وإنّ ذلك لكائن، قد سبق في علم الله تعالى ذِكرُه، أعلمُ ذلك بعهدٍ عَهِده إليّ مولاي أمير المؤمنين عليه السّلام.
قالت جبلة: فقلت له: ما مِيثم، وكيف يتّخذ الناسُ ذلك اليوم الذي يُقتَل فيه الحسين عليه السّلام يومَ بركة ؟! فبكى ميثم رضي الله عنه ثمّ قال: سيزعمون لحديثٍ يضعونه أنّه اليومُ الذي تاب اللهُ فيه على آدم، ويزعمون أنّه اليومُ الذي قَبِل اللهُ فيه توبةَ داود.
كان لِميثم التمّار كتبٌ يروي عنها وَلَداه: يعقوب بن مِيثَم وصالح بن ميثم.. من ذلك ما رواه الكراجكيّ: عن أبي مخنف، عن يعقوب بن مِيثم التمّار أنّه وجد في كتب أبيه أنّ عليّاً عليه السّلام قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: قال الله عزّوجلّ إنّ الذين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أُولئكَ هُم خيرُ البَريّة ، ثمّ التَفتَ إليّ فقال: هم أنت ـ يا عليّ ـ وشيعتك، وميعادُك وميعادهم الحوض تأتون غُرّاً مُحجَّلين مُتوَّجين.
قال يعقوب بن مِيثم: فحدّثت به أبا جعفر الباقر (ع) فقال: هكذا هو عندنا في كتابِ علي عليه السّلام .
عن حَنان بن سَدير، عن أبيه عن جدّه قال: قال لي ميثم التمّار ذات يوم: يا أبا حكيم، إنّي أُخبرك بحديثٍ وهو حقّ، فقلت: يا أبا صالح، بأيّ شيءٍ تُحدّثني؟ قال: إنّي أخرج العام إلى مكّة، فإذا قَدِمتُ القادسيةَ راجعاً أرسَلَ إليّ هذا الدعيُّ ابن زياد رجلاً في مئة فارس، حتّى يجيء بي إليه فيقول لي: أنت من هذه السبابيّة الخبيثة المحترقة التي قد يبست عليها جلودُها، وأيمُ اللهِ لأُقطّعنّ يدك ورِجلَك. فأقول: لا رَحِمك الله.
قال: فيأمر بي عند ذلك فأُصلَب، فأكون أوّلَ هذه الأُمّة أُلجَم بالشريط في الإسلام، فإذا كان اليوم الثالث فقلتَ: غابت الشمس أو لم تَغِب ؟ ابتدر منخراي دماً من صدري ولحيتي.
قال الراوي: فرصَدَناه.. فلمّا كان اليومُ الثالث قلتُ: غابت الشمس أو لم تَغِب ؟ ابتدر منخراه على صدره ولحيته دماً، فاجتمعنا سبعةً من التمّارين فاتَّعَدنا بحمله، فجئنا إليه ليلاً والحرّاس يحرسونه وقد أوقدوا النار، فحالت النار بيننا وبينهم، فاحتملناه بخشبةٍ حتّى انتهينا به إلى فيضٍ من ماء في مراد فدفنّاه فيه، ورمينا الخشبة في مرادٍ في الخراب.
كان ميثم التمّار واثقاً ممّا قاله على يقينٍ منه عن ثابت الثقفيّ قال: لمّا أُمِر بميثم ليُصلب، قال رجل: يا ميثم، لقد كنتَ عن هذا غنيّاً! قال: فالتَفَتَ إليه ميثم ثمّ قال: واللهِ ما نَبَتَت هذه النخلةُ إلاّ لي، ولا اغتُذِيتُ إلاّ لها.
وما كان يقين مِيثم التمّار رضوان الله عليه ذاك إلاّ ليقينه بصدق ما أخبره به أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
إخبار أمير المؤمنين له عن مقتله : عن يوسف بن عمران الميثمي قال: سمعت ميثمَ النهرواني ( التمّار ) يقول: دعاني أمير المؤمنين وقال لي: كيف أنت ـ يا مِيثم ـ إذا دعاك دَعيُّ بني أميّة ابن دَعيّها عبيدُالله بن زياد إلى البراءة منّي ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا ـ واللهِ ـ لا أبرأ منك. قال: إذن ـ واللهِ ـ يَقتلُك ويَصلبك، قلت: أصبِرُ فذاك في الله قليل، فقال: ما ميثم، إذن تكون معي في درجتي.
قال الراوي: وكان ميثم يمرّ بعريف قومه ويقول: يا فلان، كأنّي بك وقد دعاك دَعيُّ بني أميّة ابن دعيّها فيطلبني منك أيّاماً، فإذا قَدِمتُ عليك ذهبتَ بي إليه حتّى يقتلني على باب دار عمرو بن حُرَيث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر مِنخرايَ دماً عبيطاً.
وكان ميثم يمرّ بنخلةٍ في سَبخة فيضرب بيده عليها ويقول: يا نخلة، ما غُذِيتِ إلاّ لي، وما غُذِيتُ إلاّ لكِ. وكان يمرّ بعمرو بن حُريث ويقول: يا عمرو! إذا جاورتُك فأحسِنْ جِواري. فكان عمرو يرى أنّه يشتري داراً أو ضيعةً لَزيقَ ضيعته ( أي لصيقَ بستانه )، فكان يقول له عمرو: ليتك قد فعلت.
ثمّ خرج ميثم النهرواني ( التمّار ) إلى مكّة، فأرسل الطاغية عدوّ الله بن زياد إلى عريف ميثم فطلبه منه، فأخبره أنّه بمكّة، فقال له: لئن لم تأتني به لأقتلنّك. فأجَّلَه أجلاً، وخرج العريف إلى القادسيّة ينتظر ميثماً، فلمّا قَدِم ميثم قال له ( أي ابن زياد ): أنت ميثم ؟ قال: نعم أنا ميثم، قال: تبرّأْ مِن أبي تراب ( أي أمير المؤمنين عليّاً صلوات الله عليه )، قال: لا أعرف أبا تراب، قال: تبرّأْ من عليّ بن أبي طالب، فقال له: فإنْ أنا لم أفعل ؟ قال: إذاً ـ واللهِ ـ لأقتلنّك، فقال له ميثم: أمَا لقد كان يقول ( أي أمير المؤمنين عليه السّلام ) أنّك ستقتُلني وتصلبني على باب عمرو بن حُريث، فإذا كان يوم الرابع ابتدر منخراي دماً عبيطاً.
فأمرَ به ( عبيدالله ) فصُلِب على باب عمرو بن حريث، فقال ميثم للناس: سلوني ـ وهو مصلوب قبل أن يُقتل ـ فوَ اللهِ لأخبرتكم بعلم ما يكون ، فلمّا سأله الناس حدّثهم حديثاً واحداً إذ أتاه رسولٌ مِن قِبل ابن زياد فألجمه بلجامٍ من شريط، وهو أوّل مَن أُلجِم بلجامٍ وهو مصلوب!
ميثم والجدع والمسمار: كان يخرج مع أمير المؤمنين (ع) فيمر بالنخلة فيقول له يا ميثم إن لك ولها شأنآ من الشأن .
ولما ولي ابن زياد الكوفة تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجّارين فشقّها أربع قطع.قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسماراً من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي، ودقّه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلمّا مضى بعد ذلك أيّام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشتكي إليه عامل السوق، فنسأله أن يعزله عنّا ويولّي علينا غيره.
قال: وكنت خطيب القوم، فنصت لي وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلّم؟ قال: ومن هو؟ قال: ميثم التمّار الكذّاب مولى الكذّاب علي بن أبي طالب. قال ميثم: فدعاني فقال: ما يقول هذا؟ فقلت: بل أنا الصادق ومولى الصادق، وهو الكذّاب الأشر، فقال : لتبرأن من علي وتذكر مساويه ، وتتولى عثمان وتذكر محاسنه أو لأقطعن يديك ورجليك فبكيت، فقال لي: بكيت من القول دون الفعل؟ فقلت: والله ما بكيت من القول ولا من الفعل ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم أخبرني سيدي ومولاي، فقال لي: وما قال لك؟ قال: فقلت: أتيته الباب فقيل لي: إنه نائم، فناديت: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فقال: ، فقال ابن زياد: لأقتلنّك قتلة ما قُتل أحد مثلها في الإسلام، فقلت له: والله لقد أخبرني مولاي أن يقتلني العتل الزنيم، فيقطع يدي ورجلي ولساني ثمّ يصلبني، فقال لي: وما العتل الزنيم، فإنّي أجده في كتاب الله؟ فقلت: أخبرني لمولاي أنّه ابن المرأة الفاجرة.قال عبيد الله بن زياد: والله لأكذبنّك ولأكذبن مولاك، فقال لصاحب حرسه: أخرجه فاقطع يديه ورجليه ودع لسانه، حتّى يعلم أنّه كذّاب مولى الكذّاب، فأخرجه ففعل ذلك به.قال صالح بن ميثم: فأتيت أبي متشحّطاً بدمه، ثمّ استوى جالساً فنادى بأعلى صوته: مَن أراد الحديث المكتوم عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(ع) فليستمع، فاجتمع الناس، فأقبل يحدّثهم بفضائل بني هاشم، ومخازي بني أُمية وهو مصلوب على الخشبة. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: فبادروه فاقطعوا لسانه، فبادر الحرسي فقال: أخرج لسانك، فقال ميثم: ألا زعم ابن الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي هاك لساني، فأخرج لسانه فقطعه وتشحط ، فلمّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً، ولمّا كان في اليوم الثالث، طُعن بحربة، فكبّر، فمات .
قتل (رضوان الله عليه)؟ في الثاني والعشرون من ذوالحجّة عام٦٠ للهجرة،قبل وصول الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء بعشرة أيّام.
فسلام الله عليه يوم ولد ويوم اُستشهد ويوم يُبعثُ حيا. (الفاتحة لروحه الزكية).
أسألكم الدعاء لأهلنا بالعراق بالفرج والنصر وبشفاء والدتي ومرضى المؤمنين والمؤمنات
(عمار العرب)٢٢ذوالحجة ١٤٣٥جرية
_________________________
• أهم المصادر رجعتُ لها في كتابة هذا السرد التمواضع
- الغارات٧/٧٢٧.
- معرفة الرجال١/٢٩٤
- الاختصاص: ٦١.
- الصحابة والتابعين ٥٣١
0 التعليقات:
إرسال تعليق