السؤال: توجهت لسماحتكم خصيصا بهذا السؤال مع علمي بإنشغالكم بأمور أهم، ولكن لعلي انال بعضا من وقتكم الثمين لتفسير ما يدور برأسي من أسئلة أراها
محيرة و مفيدة. يزداد الحديث حاليا عن نظرية التطور، و خصوصا تطبيقها على الجنس البشري، و هو ما يعارضه الكثير من علماء الدين دون أدلة صارمة تدحضها بشكل نهائي،
ولكن عبر أدلة مستوحاة من القرآن الكريم و تفسيره، و الاحاديث الشريفة. بالمقابل فإن المجتمعات العلمية في العالم أجمع أصبحت تتعامل مع هذه النظرية بأنها ثابتة، وهذا ما يحرج المؤمنين بكافة الاديان -وليس فقط المسلمون-، اذكركم بتبني بعض علماء المسلمين -من غير مذهب الامامية- فكرة ان الارض منبسطة و دفاعهم المستميت عنها, بتفسير الايات القرآنية بآرائهم وبعض الاحاديث، و عدم اقتناعهم بكروية الارض حتى مع وجود الدليل الواضح. التساؤل المطروح هو ماذا لو كنا نتعامل مع هذه النظرية من هذه الزاوية، ماذا لو ثبتت النظرية بالدليل القاطع (مع العلم انه علميا اصبحت هذه النظرية من الثوابت بأدلة ذات مصداقية عالية)؟ هل هناك آيات أو أحاديث شريفة، تنفي هذه النظرية بشكل قاطع ؟ فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا
قردة خاسئين (الاعراف 166) لماذا يمكن التحول بإتجاه و يستحيل بالاتجاه الاخر (مع العلم أن القردة في مفهوم نظرية التطور هي اجناس تختلف عن القردة العصرية) (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (آل عمران 59) في منتصف التسلسل البشري بعد سيدنا آدم عليه و على نبينا وآله السلام، خلق الله النبي عيسى من تراب كمثل آدم. ألا يمكن ان يكون قد خلق الله نبينا آدم كمثل عيسى, في منتصف سلالة \"بشرية\" سابقة، وأفنى الله جل وعلا هذه الخلائق من جميع السلالات الاخرى لاحقا (طوفان نبي الله نوح (ع)) و أبقى على سلالة آدم (ع).
أسئلة كثيرة تدور بالبال, و يعصف بها الفكر, ارتأيت ان اتوجه بها لسماحتكم لعلكم تفيضون علينا بما آتاكم الله من علمه. في خدمتكم جزاكم الله كل خير
وأفاد الامة بعلمكم.
الجواب: لا شك أن ثمة تشابها يوشك أن يكون تطابقا في التشريح العام بين جميع أحياء الأرض، وهو شاهد صدق على وحدة الخالق وإحاطته سبحانه. كما أنه لا ريب في سبق مخلوقات كانت تعيش على وجه هذه الأرض على وجود الإنسان، تشير إليها ظواهر بعض الآيات، وتنص عليها روايات عديدة مروية عن أهل بيت العصمة والطهارة. وقد أسمتها الأحاديث بالنسناس. كما أن من المقطوع به لتظافر النصوص عليه قرآنا وسنة: أن آدم عليه السلام خلق ابتداء من ماء وطين، من غير أب ولا أم.
فعلى هذا لا يصح إطلاق مسألة التطور البشري على الإنسان، بمعنى أنه متحدر من سلالات حيوانية كانت موجودة قبله، لأنه مخلوق ابتداء وليس يعد ذرية لمن قبله. ولا ينفي ذلك وجود شبه في الظاهر، كالتشابه الجيني والشكلي. بل يؤكد وحدة الخالق انطلاقا من وحدة المخلوق. وها نحن نقرأ في النصوص عن وجود رأس وقامة وما إلى ذلك للملائكة، ومثلها كذلك للجن. فهل يعني ذلك أننا كبشر متطورون من جنس الجن والملائكة؟! نعم بوجه من الوجوه: يمكن أن ينظر إلى التطور في المخلوقات بنسبة التطوير والترقية إلى رب المخلوقات، حيث جعلها بعضها فوق بعض، وأرقى من بعض، إلى خلق الإنسان في أحسن تقويم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
محيرة و مفيدة. يزداد الحديث حاليا عن نظرية التطور، و خصوصا تطبيقها على الجنس البشري، و هو ما يعارضه الكثير من علماء الدين دون أدلة صارمة تدحضها بشكل نهائي،
ولكن عبر أدلة مستوحاة من القرآن الكريم و تفسيره، و الاحاديث الشريفة. بالمقابل فإن المجتمعات العلمية في العالم أجمع أصبحت تتعامل مع هذه النظرية بأنها ثابتة، وهذا ما يحرج المؤمنين بكافة الاديان -وليس فقط المسلمون-، اذكركم بتبني بعض علماء المسلمين -من غير مذهب الامامية- فكرة ان الارض منبسطة و دفاعهم المستميت عنها, بتفسير الايات القرآنية بآرائهم وبعض الاحاديث، و عدم اقتناعهم بكروية الارض حتى مع وجود الدليل الواضح. التساؤل المطروح هو ماذا لو كنا نتعامل مع هذه النظرية من هذه الزاوية، ماذا لو ثبتت النظرية بالدليل القاطع (مع العلم انه علميا اصبحت هذه النظرية من الثوابت بأدلة ذات مصداقية عالية)؟ هل هناك آيات أو أحاديث شريفة، تنفي هذه النظرية بشكل قاطع ؟ فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا
قردة خاسئين (الاعراف 166) لماذا يمكن التحول بإتجاه و يستحيل بالاتجاه الاخر (مع العلم أن القردة في مفهوم نظرية التطور هي اجناس تختلف عن القردة العصرية) (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) (آل عمران 59) في منتصف التسلسل البشري بعد سيدنا آدم عليه و على نبينا وآله السلام، خلق الله النبي عيسى من تراب كمثل آدم. ألا يمكن ان يكون قد خلق الله نبينا آدم كمثل عيسى, في منتصف سلالة \"بشرية\" سابقة، وأفنى الله جل وعلا هذه الخلائق من جميع السلالات الاخرى لاحقا (طوفان نبي الله نوح (ع)) و أبقى على سلالة آدم (ع).
أسئلة كثيرة تدور بالبال, و يعصف بها الفكر, ارتأيت ان اتوجه بها لسماحتكم لعلكم تفيضون علينا بما آتاكم الله من علمه. في خدمتكم جزاكم الله كل خير
وأفاد الامة بعلمكم.
الجواب: لا شك أن ثمة تشابها يوشك أن يكون تطابقا في التشريح العام بين جميع أحياء الأرض، وهو شاهد صدق على وحدة الخالق وإحاطته سبحانه. كما أنه لا ريب في سبق مخلوقات كانت تعيش على وجه هذه الأرض على وجود الإنسان، تشير إليها ظواهر بعض الآيات، وتنص عليها روايات عديدة مروية عن أهل بيت العصمة والطهارة. وقد أسمتها الأحاديث بالنسناس. كما أن من المقطوع به لتظافر النصوص عليه قرآنا وسنة: أن آدم عليه السلام خلق ابتداء من ماء وطين، من غير أب ولا أم.
فعلى هذا لا يصح إطلاق مسألة التطور البشري على الإنسان، بمعنى أنه متحدر من سلالات حيوانية كانت موجودة قبله، لأنه مخلوق ابتداء وليس يعد ذرية لمن قبله. ولا ينفي ذلك وجود شبه في الظاهر، كالتشابه الجيني والشكلي. بل يؤكد وحدة الخالق انطلاقا من وحدة المخلوق. وها نحن نقرأ في النصوص عن وجود رأس وقامة وما إلى ذلك للملائكة، ومثلها كذلك للجن. فهل يعني ذلك أننا كبشر متطورون من جنس الجن والملائكة؟! نعم بوجه من الوجوه: يمكن أن ينظر إلى التطور في المخلوقات بنسبة التطوير والترقية إلى رب المخلوقات، حيث جعلها بعضها فوق بعض، وأرقى من بعض، إلى خلق الإنسان في أحسن تقويم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق