السؤال: هنا مسألة دقيقة نرجو الاجابة عليها في السريع العاجل إن شاء الله.
رجل مجاهد متزوج لديه عيال ويشتغل في سلك الدعوة , عرضت عليه مؤمنة الزواج به والحال أنها قد أحبته وتعلق قلبها به لما لمسته فيه من مزايا إيمانية عالية فرفض معتذرا بكونه مشتغل في الجهاد ويخشى أن يصرفه الزواج بأخرى عن ذلك او يلتهي في ملذات الدنيا ويُسلبَ التوفيق أو يزيغ ويضل وأن يصرفه تحمل اعباء اسرة ثانية عن مشروعه الجهادي العقائدي.
فكان من أمر تلك المؤمنة أن تنازلت عن حقها وحق ابنائها مستقبلا في النفقة وذكرت له انها ستعيلهم وتعيل نفسها ولا تلزمه بشيء تجاههم جميعا ,كما انها لم تلزمه بوقت محدد للتردد عليها وقبلت بما يجود به وقته حتى لو كان مرة كل أربعة اشهر مثلا. ثم هي أيضا تشاطره ذات الهم وهي منشغلة ايضا في الجهاد العقائدي والدعوة وستكون خير عون له في طريقه الذي هو ماضٍ فيه
فالظاهر هنا أنّ احتمال جلب المصلحة من هذا الزواج مع كل ما قدّمته تلك المؤمنة من تنازلات الى جانب ما تتحلى به من مزايا أقوى من احتمال المفسدة التي يتوجس منها الرجل.
ولكن لو فرضنا أنّ المفسدة هي الاقرب وقلنا أنّ الرجل بحكم معرفته بنفسه فإنه يراها سريعة الانسياق لمباهج الدنيا وقد يفتح عليه الزواج بثانية بابا للتمادي واللهث خلف الملذات والنساء فيقلص ذلك من عطائه في الجهاد أو يؤدي الى ضلاله.
أقول لو سلمنا بذلك فرضا فإنّ هناك قضية أُخرى وهي أنّ تلك المؤمنة قد تعلق قلبها به حتى أضر ذلك بصحتها مع الاخذ بعين الاعتبار أنها تتوسل بالله تعالى وبمحمد وآله الاطهار ولكنها مع هذا مرضت جراء مشاعرها تلك وأضف إلى ذلك أنها رغم مداومتها على الاستغفار وقعت في فخ التعبير العاطفي بالشعر عن أحاسيسها تلك لكونها شاعرة فجنحت لتفريغ كل ذلك الكم من المشاعر من خلال ذلك المتنفس. انها عموما نتيجة تلك الاضطرابات تدخل في حال نفسية سيئة اضرت بطباعها وبتركيزها حتى في فرائضها. ورغم انها فيما بعد صارت تمتنع عن كتابة الشعر على الورق الا انها شاعرة مطبوعة فتتوارد الابيات في ذهنها ويلقيها ضميرها وهذا يشعرها بالالم وتانيب الضمير فتستغفر ولكن مع تكرار هذا الوضع تسوء حالها النفسية وتتدهور فيؤثر ذلك على تركيزها في اداء الفرائض. هي قد قررت الابتعاد عن كل ما يذكرها به ويعمق مشاعرها نحوه وسوف تجتهد في الدعاء وتلتجيء الى الله واهل البيت عليهم السلام ايضا كما كانت تفعل على طول الخط ولكن لو افترضنا أنها بقيت على الحال التي هي عليه.
في تلك الحالة تكون هي "واقعة" فعلا فيما يفسد عليها دينها وزواجها به مخلصٌ لها بينما ذلك الرجل المؤمن "يحتملُ" وقوعه فيما يفسد عليه تفانيه في العمل الجهادي ويحُد منه او يضله, فهنا أيهما أولى دفع مفسدة واقعة أم تجنب مفسدة نسبية مُحتملة ولو احتمالا مُعتبرا؟
الجواب: ليس هذا مضماراً للقياس، فإن أحد شروط القياس الصحيح هنا هو كون الحالتين تحت ابتلاء المكلف الواحد نفسه، لا أن تكون إحداهما لمكلف والأخرى لمكلف آخر. وإذا كانت هذه المرأة قد أحبته في الله عز وجل فإن الله أولى بأن تتبع أحكامه وتلتزم بحدوده، وتجعله نصب عينيها، وهو كفيل بأن يكلل صبرها واحتسابها بالنجاح والفلاح إن شاء الله. وإن أفضل ما يمكن أن تقوم به هو ما قررته مع نفسها من الابتعاد عنه، وعن ذكره، وأن تتشبث بأذيال كرم الله وفضله بالإكثار من الدعاء والصلاة والصدقة، وتتوسل بمقام أهل البيت صلوات الله عليهم ليكونوا خير وسيلة لها في معضلتها هذه. ولتعلم أن الذي أبطأ الله به عنها لعله خير وصلاح لها في دينها ودنياها. فإن تنازلها بهذه الصورة العاطفية لا يعلم إلا الله سبحانه وحده ما يمكن أن يجره عليها من ويلات وحسرات تجعل الولدان شيبا، وساعتها لن ينفع الندم. ستر الله عليها، ويسّر لها أمرها، وختم لنا ولها بخير، بحق محمد وآله الطاهرين.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
رجل مجاهد متزوج لديه عيال ويشتغل في سلك الدعوة , عرضت عليه مؤمنة الزواج به والحال أنها قد أحبته وتعلق قلبها به لما لمسته فيه من مزايا إيمانية عالية فرفض معتذرا بكونه مشتغل في الجهاد ويخشى أن يصرفه الزواج بأخرى عن ذلك او يلتهي في ملذات الدنيا ويُسلبَ التوفيق أو يزيغ ويضل وأن يصرفه تحمل اعباء اسرة ثانية عن مشروعه الجهادي العقائدي.
فكان من أمر تلك المؤمنة أن تنازلت عن حقها وحق ابنائها مستقبلا في النفقة وذكرت له انها ستعيلهم وتعيل نفسها ولا تلزمه بشيء تجاههم جميعا ,كما انها لم تلزمه بوقت محدد للتردد عليها وقبلت بما يجود به وقته حتى لو كان مرة كل أربعة اشهر مثلا. ثم هي أيضا تشاطره ذات الهم وهي منشغلة ايضا في الجهاد العقائدي والدعوة وستكون خير عون له في طريقه الذي هو ماضٍ فيه
فالظاهر هنا أنّ احتمال جلب المصلحة من هذا الزواج مع كل ما قدّمته تلك المؤمنة من تنازلات الى جانب ما تتحلى به من مزايا أقوى من احتمال المفسدة التي يتوجس منها الرجل.
ولكن لو فرضنا أنّ المفسدة هي الاقرب وقلنا أنّ الرجل بحكم معرفته بنفسه فإنه يراها سريعة الانسياق لمباهج الدنيا وقد يفتح عليه الزواج بثانية بابا للتمادي واللهث خلف الملذات والنساء فيقلص ذلك من عطائه في الجهاد أو يؤدي الى ضلاله.
أقول لو سلمنا بذلك فرضا فإنّ هناك قضية أُخرى وهي أنّ تلك المؤمنة قد تعلق قلبها به حتى أضر ذلك بصحتها مع الاخذ بعين الاعتبار أنها تتوسل بالله تعالى وبمحمد وآله الاطهار ولكنها مع هذا مرضت جراء مشاعرها تلك وأضف إلى ذلك أنها رغم مداومتها على الاستغفار وقعت في فخ التعبير العاطفي بالشعر عن أحاسيسها تلك لكونها شاعرة فجنحت لتفريغ كل ذلك الكم من المشاعر من خلال ذلك المتنفس. انها عموما نتيجة تلك الاضطرابات تدخل في حال نفسية سيئة اضرت بطباعها وبتركيزها حتى في فرائضها. ورغم انها فيما بعد صارت تمتنع عن كتابة الشعر على الورق الا انها شاعرة مطبوعة فتتوارد الابيات في ذهنها ويلقيها ضميرها وهذا يشعرها بالالم وتانيب الضمير فتستغفر ولكن مع تكرار هذا الوضع تسوء حالها النفسية وتتدهور فيؤثر ذلك على تركيزها في اداء الفرائض. هي قد قررت الابتعاد عن كل ما يذكرها به ويعمق مشاعرها نحوه وسوف تجتهد في الدعاء وتلتجيء الى الله واهل البيت عليهم السلام ايضا كما كانت تفعل على طول الخط ولكن لو افترضنا أنها بقيت على الحال التي هي عليه.
في تلك الحالة تكون هي "واقعة" فعلا فيما يفسد عليها دينها وزواجها به مخلصٌ لها بينما ذلك الرجل المؤمن "يحتملُ" وقوعه فيما يفسد عليه تفانيه في العمل الجهادي ويحُد منه او يضله, فهنا أيهما أولى دفع مفسدة واقعة أم تجنب مفسدة نسبية مُحتملة ولو احتمالا مُعتبرا؟
الجواب: ليس هذا مضماراً للقياس، فإن أحد شروط القياس الصحيح هنا هو كون الحالتين تحت ابتلاء المكلف الواحد نفسه، لا أن تكون إحداهما لمكلف والأخرى لمكلف آخر. وإذا كانت هذه المرأة قد أحبته في الله عز وجل فإن الله أولى بأن تتبع أحكامه وتلتزم بحدوده، وتجعله نصب عينيها، وهو كفيل بأن يكلل صبرها واحتسابها بالنجاح والفلاح إن شاء الله. وإن أفضل ما يمكن أن تقوم به هو ما قررته مع نفسها من الابتعاد عنه، وعن ذكره، وأن تتشبث بأذيال كرم الله وفضله بالإكثار من الدعاء والصلاة والصدقة، وتتوسل بمقام أهل البيت صلوات الله عليهم ليكونوا خير وسيلة لها في معضلتها هذه. ولتعلم أن الذي أبطأ الله به عنها لعله خير وصلاح لها في دينها ودنياها. فإن تنازلها بهذه الصورة العاطفية لا يعلم إلا الله سبحانه وحده ما يمكن أن يجره عليها من ويلات وحسرات تجعل الولدان شيبا، وساعتها لن ينفع الندم. ستر الله عليها، ويسّر لها أمرها، وختم لنا ولها بخير، بحق محمد وآله الطاهرين.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
2 التعليقات:
الزواج أفضل دون الإفراط في التنازل عن الحقوق وأن يكون إسقاطها مقابل ماتتطلبه جهود الدعوة الواقعية لا الافتراضية، والتعليلات السابقة لا تعالج حقيقة وجود ارتباط عاطفي علاجه الزواج الشرعي الصحيح، وفقكم الله ورعاكم
إرسال تعليق