نص الشبهة:
إذا كان الزواج إكمال لنصف الدين فهل هذا يعني إن الفتاة غير المتزوجة ناقصة دين أو أن ثواب أعمالها أقل من المتزوجة، و كيف نربط هذا بكمال السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) رغم عدم زواجها؟
الجواب:
المراد من انَّ الزواج إكمال لنصف الدين هو انَّ الزواج يساهم بمقتضى أثره في تحصين الإنسان من الوقوع في الخطايا، و ذلك لان الكثير من الخطايا تنشأ عن حاجة الإنسان إلى إرواء غريزته فإذا ما ارتوت بالزواج استقرَّت نفسه و انتفت الحاجة إلى اقتحام المعاصي، فمع تديُّن الإنسان و استقرار نفسه و سكونها يُصبح متأهلاً للتكامل.
و أما انَّ السيدة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليها السلام) لم تكن قد تزوجت فذلك لا يضرُّ بكمال دينها، إذ انَّ ثمة نفوس قد بلغ مقدار تعلُّقها بدينها و خالقها مبلغاً لا تجد في غير العبادة مستقراً و مستراحاً، فالزواج إنما يكون وسيلة للكمال لغير مثل هذه النفوس المتألهة، و لذلك مدح الله تعالى نبيَّه يحيى (عليه السلام) بالسيد الحصور فقال تعالى: ﴿ ... وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴾ 1 و كان التوصيف بالبتول واحداً من نعوت السيدة مريم (عليها السلام).
و هكذا كان أهل البيت (عليهم السلام) و كل أنبياء الله جلَّ و علا لم يكن زواجهم وسيلة كمالهم بل كان كمالهم سابقاً لزواج من تزوج منهم.
سماحة الشيخ محمد صنقور
1. القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 39 ، الصفحة : 55 .
0 التعليقات:
إرسال تعليق