السؤال . ما هو المقصود بالبداء ؟.
الجواب . البداء في اللغة الظهور بعد الخفاء و يقصد منه في السنة الإلهية ظهور القضاء أو القدر الإلهي بعد أن لم يكن و يطلق على المحو و الإثبات . ( يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب ) ، فيمحو ما يشاء من اللوح و يثبت ما يشاء بالقلم و ليس محوه و إثباته إلا عن علم سابق ، لا كما يبدو عند المخلوقين من جهل بالأمور و من ثم ورد من طرق الفريقين الحث على الدعاء و أنه يحجب القضاء المبرم عن الوقوع و كذلك الحث على الصدقة و أنها تمنع البلاء النازل كما قصه القرآن من حجب العذاب النازل عن قوم يونس بن متى بعد أن أنذرهم نبيهم بالعذاب و ذلك بسبب دعائهم و تضرعهم و إنابتهم إليه تعالى .
فمن ثم يظهر أن الإعتقاد بالبداء في الإرادة الإلهية يفتح باب الرجاء بالله تعالى و يزيل القنوط ( لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) في قبال مقالة اليهود بجف القلم بما كان و يكون و لا تغيير ( و قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) .
فيد التصرف و القدرة الإلهية ليست مقيدة و لا محدودة ( كل يوم هو في شان ) و قوله تعالى : (فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ، يسأله من في السماوات و الأرض فبأي آلاء ربكما تكذبان ، فدعوى أن يد الله مغلولة تؤدي إلى دعوى الجبر و أن لا إمكان لتغيير الأمور و تبدلها فينفتح بذلك باب اليأس و القنوط و ينقطع الرجاء و يعتقد بعجز الله تعالى و العياذ بالله عن تغيير الأحوال و الأمور .
المصدر: خلاصة معرفية.
الشيخ محمد السند.
0 التعليقات:
إرسال تعليق