السؤال: حين حاصر النبي أهل الطائف ورفع عليهم المنجنيق، فحجر المنجنيق لا يميز بين طفل ورجل وشيخ وامرأة، فهل هذا كان حكم من النبي بجواز قتل الأطفال مثلاً؟
الجواب: المذكور في التاريخ هو أنهم هم الذين بدأوا النبي (صلى الله عليه وآله) بالنبل وقذائف المجانق وأشواك الحديد المحماة بالنار، حتى قتل من أصحاب النبي جماعة وجرح آخرون.
يقول ابن إسحاق في سيرته: "ثم مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى نزل قريباً من الطائف، فضرب عسكره، وأشرفت ثقيف على حصنهم، ولا مثال لهم في حصون العرب، وأقاموا رماتهم وهم مائة رامٍ، فرموا بالسهام والمقاليع من بَعُدَ من حصنهم، ومن دخل تحت الحصن دلَّوا عليه سكك الحديد محماة بالنار يطير منها الشرر، فرموا المسلمين بالنبل رمياً شديداً، كأنه رجل جراد، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراح، وقُتل منهم اثناعشر رجلاً". (السيرة الحلبية: ج3 ص115 و116).
فالبادئ إذن هم بنو ثقيف، مع أن النبي صلى الله عليه وآله قد نزل بعيداً عنهم، وقد رشقوا المسلمين بالقذائف، وقتلوا منهم وجرحوا، أفمن المقبول والمعقول أن يرى النبي أصحابه يتخطفون أمام عينيه وهو ساكت لا يحرك ساكناً؟!
مع أنها معركة حربية، وليست غارة أحادية الجانب، كما أنها كانت استمراراً لحرب حنين وأوطاس، والمذكور أنه صلى الله عليه وآله إنما ضرب جدران الحصن بالمنجنيق، حتى يفتح فيه ثغرة، بل تم أكثر ذلك بدبابة صنعوها من خشب، وأخفوا الرجال وراءها ليقتربوا من الحصن ويحدثوا فيه تلك الثغرة، فكان للنبي وأصحابه ما أراد، ولم يذكر التاريخ ضحايا من الأطفال أو النساء.
ولو تصورنا جبهتين متحاربتين، جبهة تقصف وتقذف، وتقتل وتجرح، أفمن المعقول أن تتلقى الجبهة المقابلة ذلك دون رد. المذموم هو أن يقصد الهاجم الإغارة على قوم آمنين، أو يقصفهم فيقتل الأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء، وأين هذه من تلك؟!.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
إشترك في خدمة طريق الفضيلة للواتس اب:
0 التعليقات:
إرسال تعليق