السؤال: عند اختي ابن توفي وله من العمر 10 أيام، هل الطفل شفيع لوالديه يوم القيامة أرجو إيضاح ذلك لأن أختي متعبة جداً من البكاء على ابنها وأريد أن أريها إجابتكم ولكم منا جزيل الشكر.
الجواب: قل لها: أما ترضى أن يكون كافله فاطمة الزهراء سلام الله عليها، أو إبراهيم وسارة عليهما السلام؟ أما ترضى أن تتمتن علاقتها ببضعة النبي صلوات الله عليهما وآلهما؟
هكذا ورد في الروايات الشريفة. ففي الرواية الصحيحة عن الإمام الصادق عليه السلام: أن الله تبارك وتعالى كفل إبراهيم وسارة أطفال المؤمنين، يغذوانهم من شجرة في الجنة، لها أخلاف كأخلاف البقر، في قصور من در، فإذا كان يوم القيامة؛ ألبسوا وطيبوا وأهدوا إلى آبائهم، فهم ملوك في الجنة مع آبائهم" (توحيد الشيخ الصدوق: ص393).
وفي مجمع البيان وتفسير القمي: عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام: " ان أطفال شيعتنا من المؤمنبن تربيهم فاطمة الزهراء عليها السلام" (تفسير الميزان: ج19 ص16).
وفي توحيد الصدوق بإسناده عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (الصادق) عليه السلام: " إذا مات الطفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السموات والأرض: أﻻ إن فلان بن فلان قد مات، فإن كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه، وإﻻ دفع إلى فاطمة تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين فيدفعه إليه".
وأما مسألة الشفاعة للوالدين فهي ثابتة أيضا، بل وأكثر من ذلك فإن الأطفال بأنفسهم يثقلون صحيفة والديهم؛ كما في المروي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله قال: "إني رأيت البارحة عجبا: ...رأيت رجلا من أمتي قد خف ميزانه، فجاء أفراطه فثقلوا ميزانه" (مسكن الفؤاد: ص117). والفرط هو المتقدم من الشيء. والمراد هنا ذريته أو أعضاؤه إذا كانت في رضا الله تعالى. وقال صلى الله عليه وآله: "النفساء يجرها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنة" (مسكن الفؤاد: ص117).
وروي أن رجلا كان يجيء بصبي له معه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه مات فاحتبس والده عن رسول الله صلى الله عليه وآله. فسأل عنه، فقالوا: مات صبيه الذي رأيته معه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هلا آذنتموني فقوموا إلى أخينا نعزيه.. فلما دخل عليه إذا الرجل حزين وبه كآبة، فعزاه، فقال: أما يسرك أن يكون يوم القيامة بإزائك، فيقال له: ادخل الجنة! فيقول: يا رب وأبواي؟! فلا يزال يشفع حتى يشفعه الله عز وجل فيكم، فيدخلكم جميعا الجنة. (مسكن الفؤاد: ص119).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: بحمدك نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة، وسموه بيت الحمد. (مسكن الفؤاد: ص119).
ولقد شهد الكتاب الصادق المصدق بدخولهم الجنة مع آبائهم المؤمنين؛ قال تعالى: "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم" (الطور: 21). ولك ان تراجعي كتب التفاسير في تفسير اﻵية الكريمة، وكتاب من ﻻ يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق: (ج3 ص490).
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
5 التعليقات:
احسنتم
احسنتم جزاكم الله خيرا
جزاكم الله خيرا
انا اختي عمرها ١٤ سنة وتوفيت بالسرطان بقيت امي معها في المستشفى لاربع شهور وباليوم اللي توفيت فيه ارادت ان تصاب والدتي بالجلطة لولا فضل الله علينا وللان تذكرها وهي حزينة عليها فهل هي من المشمولين بما ذكرت ارجو الرد علَّني اواسي امي بذلك
واعتذر على الاطالة
جزاكم الله جزاء المحسنين على هذه المعلومات
إرسال تعليق