الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

تفسير حديث: جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:39 م 0 تعليقات


السؤال: مدى صحت هذا الحديث باب ما قيل في الرماح ويذكر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: جعل رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري.
 الجواب: الحديث في كتبنا عامي المصدر ضعيف السند. لكنه ونظائره ﻻ يفهم على ظاهره، بل ﻻ بد من ملاحظته في ضمن سياق نظرة الإسلام لغير المسلمين، بل لكل الخلق والبشر. فرسول الله صلى الله عليه وآله هو الرحمة المهداة. وكما قال الله في كتابه: ( وما أرسلناك إﻻ رحمة للعالمين). فهو إذن رحمة للعالمين جميعا لا لخصوص المسلمين. وكل ما يأتي بظاهر خلاف ذلك يجب تأويله بما ينسجم مع هذه الروح المتدفقة بالرحمة. وعلى هذا لو جئنا إلى مثل هذا الحديث وسلمنا صدوره؛ وعرفنا مقاصد الإسلام، لأدركنا أن المراد منه هو بيان الحالة الاستثنائية (الضرورية)، وهي إظهار جانب القوة والصرامة في الإسلام. أما الأصل فهو: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). (وقولوا للناس حسنا)، و(ﻻ إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). لكن ماذا لو اضطر النبي للجهاد والقتال؟! حينذاك ﻻ مفر من القتال، وحينها ﻻ يجوز الفرار من الزحف. وهنا قد يتساءل البعض عن رزقهم، لأن الظاهر من الحرب والقتال هو القتل والموت، وبقاء أهلهم وعوائلهم من دون عائل وعكاء مادي. فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد أمرني ربي (في مثل هذه الحالات بالقتال). وعن الرزق؛ فقد تكفل الله جل وعلا لمن تحمل بأساء الحرب وضراءها أن يبعث له رزقه وهو يقاتل، حتى لكأن رزقه يأتي بسبب جهاده وقتاله، أو هو تحت ظله، ﻻ أن المقصود ان الله سبحانه قد أمر بالقتال للارتزاق من وراء الحرب بالغنائم والسلب والنهب، كما توهمه بعض الناس. والله العالم.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

بلاك بيري:
PIN: 769a3d2d

للإشتراك في خدمة الواتسب أرسل كلمة "إشتراك".
 WhatsApp: +97333824084

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

back to top