ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻬﻤّﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻌﺮﺿﺘﻬﺎ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺼّﺔ ﺁﺩﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻻّ ﺑﺎﻻﻧﺼﻴﺎﻉ ﻭﺍﻟﺘﺬﻟّﻞ ﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ، ﻓﺈﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻜﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻨﺺّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﻀﻌﻮﺍ ﻭﺳﺠﺪﻭﺍ ﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻮﺣّﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ.ﻓﺎﻹﻣﺎﻣﺔ ﻣﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻄﻴﻊ ﻭﺍﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟﻮﻟﻲّ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻭﺳﻴﻠﺘﻪ، ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﺣّﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺑﺄﺟﻤﻌﻪ ﻣﺄﻣﻮﺭﺍً ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮّﺑﻴﻦ، ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻓﻤﻦ ﻳﺄﺑﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺖ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺃَﺑَﻰ ﻭَﺍﺳْﺘَﻜْﺒَﺮَ ﻭَﻛَﺎﻥَ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮِﻳﻦَ}. ﻭﻻ ﺷﻚّ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺼّﺎﺕ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻹﻣﺎﻣﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺁﻣﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺘّﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺍﻷﻛﺮﻡ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ)، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ، ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﺍﻷﻛﺮﻡ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ)، ﻓﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻄﻠﻖ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻄّﻠﺔ.
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻛﻠّﻪ ﻧﺨﻠﺺ ﺇﻟﻰ: ﺃﻥّ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺎﻡ ﺑﻪ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﺣﻴﺚ ﻳﺪّﻋﻲ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻃﻦ ﺩﻋﻮﺍﻩ ﺍﻟﺸﺮﻙ، ﻓﻼﺑﺪّ ﺃﻥ ﻳُﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻫﺎ ﻭﺭﻭﺣﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉ ﺃﻭ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻘﺼﺪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠّﻒ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴّﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻭﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺭﺑّﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺤﻂّ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﺼﻨﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺮﻋﻨﺔ.
المصدر:الإمامة الإلهية.
سماحة الشيخ محمدالسند .
0 تعليقات
من طرف طريق الفضيلة |  نشر في : 7:24 م