السؤال: لماذا أسمى الأئمة ابناءهم بأسماء الصحابة، إذا كان أهل البيت لا يقبلون الصحابة المذكورين؟؟
الجواب: لم يثبت أنهم صلوات الله وسلامه عليهم قد أسموا أولادهم اتباعا لأسماء الصحابة وتيمنا بهم، وإنما هي أسماء عربية كانت سائدة، مثل أن نسمي بعض الأشخاص بأسماء معينة في أيامنا هذه، مع كون بعض مخالفينا ومحارفينا متسمين بها. فنحن على هذا لم نسمّ أولادنا بأسماء هؤلاء الأشخاص المخالفين وإنما أسميناهم بأسماء عربية متداولة مشهورة!. ولو رجعنا لصدر الإسلام لوجدنا هذه الأسماء من الأسماء العربية المتعارفة، فما الذي يدل على أنهم سلام الله عليهم قصدوا أسماء هؤلاء بوجه الخصوص من بين سائر الأسماء؟!
ولو أننا ذهبنا لنتقصى أكثر، لوجدنا ما لا يعجب صاحب الشبهة؛ فلقد صرحت الأخبار والروايات أن عليّا عليه السلام إنما سمى ابنه عثمان تيمنا باسم عثمان بن مظعون لا غيره. وأما اسم عمر فهو غير موجود أصلا، بل هو تصحيف من عمرو!. وأما أبو بكر؛ فهو ليس باسم أصلا، بل كنية. وقد ذكر بعضهم أن هذه الكنية لحقته فيما بعد، وليس من تسمية أمير المؤمنين عليه السلام. وقال بعضهم: إن الكنية قد جعلت جعلا من مؤرخي بني أمية!.
ففي تقريب المعارف[1]، نقلا عن تاريخ الثقفي: أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: " إنما سميته بإسم عثمان بن مظعون". وفي زيارة الناحية المقدسة: "السلام على عثمان إبن أمير المؤمنين سمي عثمان بن مظعون"[2].
وعن تسميته أحد أبنائه باسم عمر، فإنما هو عمرو بالواو وإسكان الميم، وقد سماه بهذا الاسم تخليدا لاسم جده عمرو بن عبد مناف المعروف بهاشم وسمي هاشما لأنه هشم الثريد وأطعمه قومه والحجاج أيام المجاعة[3].
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
__________
[1] تقريب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي: ص 52.
[2] راجع : بحار الأنوار: ج101 ص270، نقلا عن الإقبال ومزار المفيد.
[3] جمهرة العرب، لابن الكلبي ص26 طبعة عالم الكتب بيروت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق