الثلاثاء، 31 مارس 2015

هل الحسنة والسيئة من الله؟

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  9:14 م 1 تعليق


السؤال: في آية رقم 78 من سورة النساء مذكور أن الحسنة والسيئة كل من عند الله سبحانه وتعالى، وفي اﻵية التي بعدها مخاطبا الرسول (ص) :أن الحسنة من الله و أما السيئة فمن نفسك اي الرسول (ص)، فمالمقصود من ذلك الاختلاف؟
 
 
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيّدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هَٰذه من عند اللّه وإن تصبهم سيّئة يقولوا هَٰذه من عندك قل كلّ من عند اللّه فمال هَٰؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا * ما أصابك من حسنة فمن اللّه وما أصابك من سيّئة فمن نفسك وأرسلناك للنّاس رسولا وكفىٰ بالله شهيدا).
.
الجواب: الإخباران القرآنيان كلاهما رد على اعتقاد خاطئ يسود عند الناس في كل زمان. ولكن كلاًّ منهما يراد منه شيء مختلف. فالأول منهما رد على الاعتقاد الذي ينسب الحسنات لله عز وجل، وثم ينسب السيئات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. بمعنى أنهم كانوا يتهمون النبي بالنقص والنحس، فلو أصابهم الخير فهو من الله، أما السوء فليس من الله جل شأنه، بل من الرسول صلى الله عليه وآله. ومآل هذه التهمة ترجع على أصل الدين بالبطلان والنقيصة. فالله تبارك وتعالى يصحح لهم عقيدتهم، فيقول: قل كل من عند الله. لأن الأمر كله بيد الله.
والثاني الذي يقول الله جل شأنه لهم: "ما أصابك من حسنة فمن اللّه وما أصابك من سيّئة فمن نفسك"، فهو رد على من يفهم التصحيح السابق خطأ فيظن أن معناه أن الخير والشر من الله، بل الخير فقط من الله، وأما الشر فهو من البشر أنفسهم. بمعنى أن السبب المباشر الذي اختار جانب الشر هو البشر نفسه. وأما نسبة الحسنة هنا إلى الله فباعتبار أنه هو المحيط وهو المعطي والمتفضل، هو الذي أعطانا المال والقدرة والإرادة والمكان والزمان وأزال الموانع وأمدنا بالتوفيق وأمرنا بها، فلو قررنا القيام بفعل حسن، فبتوفيق الله وتسديده، ولولاه لم يكن. أما لو قررنا فعل الباطل والقبيح، فإن الله هو الذي أعطانا القدرة والمال والإرادة والمكان والزمان، لكنه لم يزل الموانع ولم يأمرنا بها، وإنما نحن الذين انسقنا نحوها انسياقا.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

1 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top