السؤال: هل زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي أم ربائبه؟ في بعض النصوص المنسوبة لأهل البيت عليهم السلام يوجد تصريح بعدم وجود ابن بنت للنبي صلى الله عليه وآله من غير الزهراء سلام الله عليها. فالمروي في خطبة الزهراء عليها السلام قولها في خطبتها المعروفة أمام نساء المهاجرين والأنصار ورجالهم: " فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم ". والمأثور عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام قوله في مجلس معاوية: "أيها الناس إنكم لو التمستم بين المشرق والمغرب رجلا جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبوه وصي رسول الله لم تجدوا غيري وغير أخي، فاتقوا الله ولا تضلوا بعد البيان"، وفي رواية ابن عبد ربه - لو طلبتم ابنا لنبيكم ما بين لابتيها لم تجدوا غيري وغير أخي" (بحار الأنوار: ج43 ص356)، ومثله روي عن سيد الشهداء عليه السلام حين وقف يخاطب جيش ابن زياد: " فان كنتم في شك من هذا أفتشكون أني ابن بنت نبيكم ؟ فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم، ولا في غيركم" (بحار الأنوار: ج45 ص7)، فهي تدل على أن الحسنين هما الابنان الوحيدان للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله، فماذا عن ذرية زينب وأم كلثوم ورقية؟ أولا يعتبرون ذرية لرسول الله صلى الله عليه وآله أيضاً؟
الجواب: المسألة محل خلاف لدى المؤرخين والمحققين. بعضهم نسبهن إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حقيقة، وبعضهم جعل النسبة مجازية، ورأى أنهن ربائبه من زوجته السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد. وبعضهم جعلهن بنات أخت خديجة عليها السلام رباهن رسول الله صلى الله عليه وآله مع خديجة عليها السلام.
وعلى كل حال، فإن الدقة في هذه الأقوال المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام لا يرشح منها نفي وجود بنات للنبي (صلى الله عليه وآله)؛ ذلك أن ظاهر كلام اﻹمامين الحسنين عليهما السلام، إنما هو نفي وجود ابني بنت نبي غيرهما. والمفهوم منه تقييد ذلك الابن بقيدين: اﻷول أن يكون رجلاً، واﻵخر أن يكون ابن بنت بالمباشرة لا مع الواسطة، وإﻻ فإن الحسنين صلوات الله عليهما والجميع يعلمون أن معهما أولادهما، بل ومعهما أختاهما زينب وأم كلثوم وأولادهما (صلوات الله عليهم أجمعين)، وكل أولئك ذرية حقيقية للنبي ( صلى الله عليه وآله) باﻹجماع ومن دون نقاش. وعدم اعتراض أي منهم على ذلك مع وضوحه يظهر أن مقصوده (عليه السلام) هو ما ذكرنا من القيدين.
وكذلك الكلام في قول الزهراء البتول عليها السلام أنها بنت النبي (صلى الله عليه وآله) دون نساء القوم، إذ أنها (عليها السلام) كانت آخر أبنائه المباشرين بقاءً على الحياة ، سواء قلنا أنها الوحيدة من البنات، أو كان معها رقية وزينب وأم كلثوم، بمعنى أنه حتى على القول بأن الثلاث اﻷخريات كن بنات النبي (صلى الله عليه وآله) فإنها مع ذلك تكون البنت المباشرة الوحيدة، التي تتمكن منفردة من نسبة بنوّتها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله) من دون نساء القوم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
2 التعليقات:
السلام على سيدة نساء العالمين.....احسنتم النشر ....والزهراء هي الابنه الوحيده للنبي صلى الله عليها وعلى ابيها وان مطالبتها بفدك دون اخواتها المزعومات يدل علئ انها وحيدة ابيها
انهن ربائب السيدة خديجة عليها السلام وفاطمة ابنت الوحيدة لوسول الله صلى الله عليه وعليها وسلم
سيد ا ديب العراق
إرسال تعليق