السؤال: إن الموحدين يقولون بأنه يوجد محرك لكل جسم من الأجسام في هذا الكون، وهو الخالق جل وعلا. أما الملاحدة فيدّعون بأن الكثير من الأجسام تسير بلا محرك، ويثبتون ذلك من خلال قوانين الفيزياء الحديثة المعروفة.
الجواب: إن علماء الطبيعة وإن كشفوا عن قوىً كامنة في الأشياء واستطاعوا أن يثبتوها، إلا أنهم إنما يبرهنون بذلك على وجود قوانين وسنن في الكون والموجودات كعلل ومعاليل، وفعل وانفعال.
لكن السؤال ينبغي أن ينتقل إلى تلك السنن والقوانين نفسها، فمن ذا الذي أوجدها وبثها فيها؟ ومن غير الصحيح القول: بأنها هي التي أوجدت نفسها بنفسها؛ فإن هذا واضح الاستحالة، والاستخفاف بالعقل. فلا بد من القول بأن سبب وجودها علة غيرها. وتلك العلة الموجدة حتى وإن كانت معلولة لغيرها أيضاً، لكن لا بد من انتهائها إلى علة أصيلة لا تكون معلولة من غيرها، وإلا لاستحال أن توجد، بسبب استحالة تسلسل العلل!.
فلم يبق إلا القول بوجود علة أصيلة لا تستمد وجودها من علة سابقة عليها، وهي التي تكون علة العلل لكل الموجودات الكونية. وهذه العلة ليست سوى الله سبحانه وتعالى وإرادته. وهذا بالطبع لا ينافي القول بأثر القوانين الفيزيائية أو غيرها، فإن موجد تلك القوانين جميعها هو الله الخالق البارئ المهيمن على كل شيء. ولو تأملنا قليلاً لأدركنا أن العلة كما هي ضرورية لوجود أي شيء، فهي كذلك ضرورية لبقائه واستمرار وجوده.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
الجواب: إن علماء الطبيعة وإن كشفوا عن قوىً كامنة في الأشياء واستطاعوا أن يثبتوها، إلا أنهم إنما يبرهنون بذلك على وجود قوانين وسنن في الكون والموجودات كعلل ومعاليل، وفعل وانفعال.
لكن السؤال ينبغي أن ينتقل إلى تلك السنن والقوانين نفسها، فمن ذا الذي أوجدها وبثها فيها؟ ومن غير الصحيح القول: بأنها هي التي أوجدت نفسها بنفسها؛ فإن هذا واضح الاستحالة، والاستخفاف بالعقل. فلا بد من القول بأن سبب وجودها علة غيرها. وتلك العلة الموجدة حتى وإن كانت معلولة لغيرها أيضاً، لكن لا بد من انتهائها إلى علة أصيلة لا تكون معلولة من غيرها، وإلا لاستحال أن توجد، بسبب استحالة تسلسل العلل!.
فلم يبق إلا القول بوجود علة أصيلة لا تستمد وجودها من علة سابقة عليها، وهي التي تكون علة العلل لكل الموجودات الكونية. وهذه العلة ليست سوى الله سبحانه وتعالى وإرادته. وهذا بالطبع لا ينافي القول بأثر القوانين الفيزيائية أو غيرها، فإن موجد تلك القوانين جميعها هو الله الخالق البارئ المهيمن على كل شيء. ولو تأملنا قليلاً لأدركنا أن العلة كما هي ضرورية لوجود أي شيء، فهي كذلك ضرورية لبقائه واستمرار وجوده.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
1 التعليقات:
أحسنتم شيخنا الفاضل
إرسال تعليق