الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

ذكرى هدم قبور أئمة البقيع (ع) 8 شوال ١٣٤٤هــ

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  12:38 م 1 تعليق


عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى فاجعة البقيع ذكرى هدم قبور أئمة الهدى الإمام الحسن الزكي و الإمام زين العابدين علي و الإمام محمد الباقر و الإمام جعفر الصادق عليهم السلام وفوق ماتجرعوه من ظلم وسم تعدى الناصبين العداء لهم بهدم قبابهم الشريفة بمثل هذا اليوم الأليم الثامن من شوال سنة ١٣٤٤هجرية .


حركة زعيم الوهابية مع اتباعه في هتك حرمة مراقد أهل البيت عليهم السلام وسرقتها بالعراق والحجاز:

أعلن محمد بن عبد الوهاب النجدي الحنفي في سنة 1143هـ عن أفكاره وعقائده المنحرفة، وبسبب علم الكثير من الناس وتنفرهم من تلك العقائد والأفكار فقد حاربوه فبات لم يملك مأوى آمن يأويه حتى ذهب إلى مدينة نجد وعقد معاهدة صلح مع حاكمها محمد بن سعود، حتى استطاع بمساعدة الإنكليز المالية... وبعد خمسين عاماً من جمع أعوان وأنصار له.

وبدافع الحصول على الثروة والمال قام بالهجوم الأول على المدينة المنورة فنهب وسلب كل الكنوز والأشياء الثمينة الموجودة في قبر الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وقبور أئمة البقيع عليهم أفضل الصلاة والسلام ليصل إلى القدرة وكانت تشمل أربعة قناديل من الجواهر مزينة بالماس والياقوت وأربعة شمعدانات زمرد وحدود مائة سيف قبضاتها من الزمرد وأغمدتها من الذهب ومرصعة بالياقوت الأحمر وكذلك سرقوا أشياء أخرى كثيرة من الذهب والفضة.

وفي هذا الهجوم ومع أنهم هدموا جزءاً لا يستهان به من الأضرحة الطاهرة لأئمة البقيع عليهم السلام لكنهم بقوا عاجزين عن هدمها بشكل كلي لعدم امتلاكهم القوة الكافية لذلك ثم قرروا سرقة الكنوز والنفائس الموجودة في مدينة النجف الأشرف وطمس معالمها الشامخة فجاءوا بجيش جرار لكنهم لم يوفقوا في الدخول إليها فرجعوا إلى معسكرهم في مدينة نجد.

هجومهم على كربلاء المقدسة: 
وبعد هجومين فاشلين على مدينة النجف الأشرف ـ على مشرِّفه أفضل الصلاة والسلام ـ ذهبوا هذه المرة إلى مدينة كربلاء المقدسة ليهدموا القبر الشامخ لسيد الشهداء ويمحوا نور عظمته، وفي يوم 18ذي الحجة سنة 1216هـ أي في يوم عيد الغدير الأغر الذي يذهب فيه أهالي كربلاء المقدسة عادة لتجديد البيعة للإمام الهمام علي بن أبي طالب عليهما السلام وزيارته، هجم 20000 من الأوغاد والبرابرة ومصاصي الدماء على المدينة واستحلوها لمدة ست ساعات فقاموا بالقتل الجماعي وسرقة ونهب أموال الناس، فكانوا كلما وجدوا شخصاً أمامهم قطعوه بالسيف إرباً إرباً ودخلوا إلى البيوت الآمنة ولم يسلم منهم الطفل الصغير والمرأة ولم يرق قلبهم على الشيخ الكبير وخربوا البيوت والمحلات ثم هجموا بعدها على الصحن الشريف وقتلوا كل من تحصن واستشهد جراء ذلك المئات من الأشخاص الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة وسالت الدماء أنهاراً في ذلك المكان المقدس فوامصيبتاه وواحزناه!

العتبة المقدسة:  
وجاء دور القبر الشريف فراحوا يتسابقون لهدمه ثم أخذوا يتفاخرون بذلك وصنعوا القهوة في ذلك المكان وشربوها ابتهاجاً بذلك العار ألا لعنة الله وملائكته عليهم والناس أجمعين وحملوا العشرات من الجمال فيها من السجاد الأعلى و الذهب والفضة والقناديل وأنزلوا الذهب الموجود في الإيوانات وفرغوا الخزائن التي كانت مملوءة بالهدايا والأشياء والمجوهرات التي أهداها الملوك والرؤساء والسلاطين منها عشرون سيفاً وألفين من السيوف الفضية وأربعمائة مثقال من القماش الكشميري والخلاصة أنهم لم يتركوا شيئاً ذا قيمة إلا وحملوه معهم حتى طابوق المناير والقباب لأنهم يعتقدون بأنه مصبوب من الذهب.

شهداء العقيدة: وراح ضحية هذه الفاجعة والمأساة العظيمة أكثر من 20000 شهيد من أهالي مدينة كربلاء المقدسة 3000 منهم قد قطعت رؤوسهم من أبدانهم وفي يوم 8 محرم الحرام عام 1218هـ هجم الوهابيون على مكة المكرمة فهدموا القبة والضريح الموجود في مقبرة أبي طالب عليه السلام وكذلك العديد من الأماكن المقدسة منها المكان المقدس لولادة سيد الكائنات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

هجومهم الثاني: 
وفي سنة 1219هـ هجموا مجددا عليها وفي سنة 1221هـ عاودوا الكرة للمرة الثانية فهجموا على المدينة المنورة وقاموا أيضاً بسلب وسرقة كل ما كان موجوداً في القبر والضريح المبارك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مجوهرات وألماس وسيوف وأموال والتي كانت قد أهديت إلى ذلك المكان المقدس مرّة ثانية وهدموا كلّ شيء إلاّ قبّته صلى الله عليه وآله وسلم.

هجومهم على النجف الأشرف: 
وفي نفس العام أي في سنة 1221هـ وفي ليلة التاسع من صفر حاصروا مدينة النجف الأشرف للمرّة الثالثة فصعدوا على أسوارها وبعد المعاجز الغيبية التي ظهرت من الإمام أسد الله الغالب علي بن أبي طالب عليه السلام فروا مدبرين يجرون ذيول الخيبة بعد أن تكبدوا خسائر جسيمة.

وبعد عام من هذه الواقعة عاودوا الهجوم على النجف للمرّة الرابعة وذلك بجيش عظيم يقدر بعشرين ألف جندي وفي طريقهم هجموا على مدينة كربلاء المقدسة وقتلوا 150 شخصاً كانوا يريدون زيارة سيد الشهداء الحسين بن علي عليهم السلام وأغلقوا كذلك كل المنافذ المؤدية إليها ومنعوا الناس من الزيارة.
هجومهم على مكة: 
 وبعد المقاومة والبسالة والشجاعة التي أبداها أهالي مدينتي النجف وكربلاء ُأرغِموا على الرجوع والقهقرة متحملين هزيمة نكراء.

وفي سنة 1343هـ هجموا واستباحوا مكة المكرمة وهدموا القبة والضريح مرة ثانية بعد بناءها وإصلاحها.

حتى كرروا فعلهم الشنيع بقبور أئمة البقيع عليهم السلام في الثامن من شوال سنة 1344، ولك أيها القارئ الكريم ما يخص البقيع وما فعله النواصب هناك . 

(البقيع الغرقد) : 
أصل البقيع في اللغة: الموضع الذي فيه أُرم الشجر من ضروب شتى و يقول الدكتور محمد البكري الذي شارك في تأليف كتاب بقيع الغرقد «إن النبي خرج لنواحي المدينة وأطرافها باحثا عن مكان يدفن فيه أصحابه حتى جاء البقيع، وقال «أمرتُ بهذا الموضع»، وكان شجر الغرقد كثيرا، فسميت به». 
من دفن بالبقيع الغرقد؟ 

قيل: كان البقيع مقبرة قبل الإسلام، وورد ذكره في مرثية عمرو بن النعمان البياضي لقومه
أين الذين عهدتهم فـي غبـطـة 
 بين العقيق إلى بقيع الغــرقــد

إلا أنه بعد الإسلام خُصِّص لدفن موتى المسلمين فقط، وكان اليهود يدفنون موتاهم في مكان آخر يعرف بـ (حش كوكب) وهو بستان يقع جنوب شرقي البقيع...

و أول من دفن فيه من المسلمين هو أسعد بن زرارة الأنصاري وكان من الأنصار ، ثم دفن بعده الصحابي الجليل عثمان بن مظعون، وهو أول من دفن فيه من المسلمين المهاجرين، وقد شارك رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه في دفنه.

ثم دفن إلى جانبه إبراهيم بن الرسول (صلى الله عليه وآله) ولذلك رغب المسلمون فيها وقطعوا الأشجار ليستخدموا المكان للدفن.

وجاء في كتاب البقيع الغرقد:

ابتدئ الدفن في جنة البقيع منذ زمان النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وأحياناً كان الرسول (صلى الله عليه وآله) بنفسه يعلّم على قبر المدفون بعلامة.

ثم بنيت قباب وأضرحة على جملة من القبور من قبل المؤمنين وبأمر من العلماء. 
كما كان البناء على قبور الأولياء معتاداً منذ ذلك الزمان، فكانت عشرات منها في المدينة المنورة ومكة المكرمة وحولهما. 

الرسول وإهتمامه بموتى البقيع الغرقد:

ذكرأحد الكتاب في كتاب موسوعة العتبات المقدسة ) أصبح البقيع في أرض المدينة المنورة مدفناً لعدد من عظماء المسلمين , وأئمتهم , وأعلام الأنصار والمهاجرين , وكان النبي ص يقصد البقيع , يؤمه كلما مات أحد من الصحابة ليصلي عليه ويحضر دفنه، وقد يزور البقيع في أوقات أخرى ليناجي الأموات من أصحابه 

وقد روى مسلم في الصحيح عن عائشة أنها قالت " كان رسول الله ص كلما كانت ليلتي منه يخرج من أخر الليل الى البقيع فيقول سلامٌ عليكم دار قومٍ مؤمنين , واتاكم ماتوعدون , وانّا أن شاء الله بكم لاحقون , اللهم أغفر لاهل بقيع الغرقد " 

وحدّث محمد بن عيسى بن خالد عن عوسجة قال " كنت أدعو ليله الى زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي تلي الباب , فمر بي جعفر بن محمد ، يعني الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام ، فقال لي أعن أثر وقفت هاهنا ؟ قلت لا , قال هذا موقف نبي الله صل الله عليه وآله بالليل إذا جاء يستغفر لاهل البقيع " لذلك كبر شأن البقيع وكثر رواده بقصد حتى أصبح ملتقى الجماعات , وأشبه ما يكون بالمنتدى والمجلس العام وإن هذه المقبرة ظلت عامرة بأضرحتها وابنيتها الضخمة والقبب القائمة على مدافن المشاهير والأعلام , حتى جاء ذلك اليوم الأسود ؟ 

لماذا هدم الوهابيون قبور البقيع الغرقد؟ 
يعتقد النواصب على خلاف بقية المسلمين أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق معظمها القتل وإهدار الدم!. 

ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم، بل شرعوا بتطبيقها على الجمهور الأعظم من المسلمين بقوة الحديد والنار.. فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعة في العالم الإسلامي طالتها أيديهم، من العراق والشام وحتى البحر العربي جنوبا والأحمر والخليج غربا وشرقا. 

ولقد انصب الحقد الوهابي في كل مكان سيطروا عليه، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله) الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا.. 

وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما بهما من آثار دينية، من أكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم البقيع الغرقد بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين. 

والوهابيون قد قدموا إلى تهديم قبور البقيع مرتين في التاريخ المشؤوم:

وكما هو معروف قد ورثوا الحقد الدفين ضد الحضارة الاسلامية من اسلافهم الطغاة والخوارج الجهلاء فكانوا المثال الصادق للجهل والظلم والفساد فقاموا بتهديم قبور بقيع الغرقد مرتين:

1- ️الهدم الأول للبقيع عام 1220هـ
 كانت الجريمة التي لاتنسى، عند قيام الدولة الأولى حيث قام الضغاة بأول هدم للبقيع وذلك عام 1220 هـ وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشكل روحانيٍ رائع حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المؤمنين بعد أن ولى خط الوهابيين لحين من الوقت.

2- ️والهدم الثاني عام 1344هـ 
ثم عاود الوهابيون هجومهم على المدينة المنورة مرة أخرى في عام 1344هـ وذلك بعد قيام دولتهم الثالثة وقاموا بتهديم المشاهد المقدسة للائمة الأطهار عليهم السلام وأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بعد تعريضها للإهانة والتحقير بفتوى من وعّاظهم.فاصبح البقيع وذلك المزار المهيب قاعا صفصفا فلا تكاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.

كيف تمكن النواصب من تحقيق مأربهم في هدم البقيع الغرقد؟ 

بعدما استولى من بيدهم حكم الحجاز على مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة وضواحيهما عام 1344 هـ ، بدؤوا يفكّرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدّسة في البقيع ، ومحو آثار أهل البيت ( عليهم السلام ) والصحابة . 

وخوفاً من غضب المسلمين في الحجاز ، وفي عامّة البلاد الإسلامية ، وتبريراً لعملهم الإجرامي المُضمر في بواطنهم الفاسدة ; استفتوا علماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور .

فكتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاة النواصب يسمى سليمان بن بليهد مستفتياً علماء المدينة ، فاجتمع مع العلماء أوّلاً وتباحث معهم ، وتحت التهديد والترهيب وقع العلماء على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور ، تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء . واستناداً لهذا الجواب اعتبرت السلطة ذلك مبرّراً مشروعاً لهدم قبور الصحابة والتابعين  ، وهي في الحقيقة إهانة لآل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، فتسارعت قوى الشرك والوهابيّة إلى هدم قبور آل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في الثامن من شوّال من نفس السنة أي عام 1344 هـ  فهدّموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع ، وسوّوها بالأرض ، وشوّهوا محاسنها ، وتركوها معرضاً لوطء الأقدام ، ودوس الكلاب والدواب .

ونهبت كل ما كان في ذلك الحرم المقدّس ، من فرش وهدايا ، وآثار قيّمة وغيرها ، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشة مقفرة ..

أول مابدؤوا به ؟
وكانوا قد بدأوا في تهديم المشاهد والقبور والآثار الإسلامية في مكة والمدينة وغيرهما، ففي مكة دُمرت مقبرة المعلى، والبيت الذي ولد فيه الرسول (صلى الله عليه وآله)"يانبي الرحمة"لعنة الله على الظالمين" أما ما يسمى بنكبة البقيع حيث لم يُبق النواصب الوهابيون حجراً على حجر، وهدموا المسجد المقام على قبر حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء ومسجد الزهراء (عليه السلام) واستولوا على أملاك وخزائن حرم النبي (صلى الله عليه وآله).. وهُدمت قبور أهل البيت النبوي (عليه السلام).

والمزارات والأماكن المقدسة لمطلق المسلمين سنة وشيعة، فقد وصفها عون بن هاشم، حين هجم الوهابيون على الطائف بقوله: (رأيت الدم فيها يجري كالنهر بين النخيل، وبقيت سنتين عندما أرى الماء الجارية أظنها والله حمراء).

وكان ممن قتل في هذه الهجمة التاريخية المشهورة التي تدل على همجيتها على البعد البعيد للوهابية عن الإسلام ووجههم المزري والمشوه للإسلام ـ الشيخ الزواوي مفتي الشافعية وجماعة من بني شيبة (سدنة الكعبة)... 

هل أقر القرآن الكريم أمر البناء على القبورأم لا؟!
وليت شعري أين كان علماء المدينة المنوّرة عن منع البناء على القبور ؟ ووجوب هدمه قبل هذا التاريخ ؟! ولماذا كانوا ساكتين عن البناء طيلة هذه القرون ؟! من صدر الإسلام ، وما قبل الإسلام ، وإلى يومنا هذا ! 

ألم تكن قبور الشهداء والصحابة مبنيّ عليها ؟ ألم تكن هذه الأماكن مزارات تاريخية موثّقة لأصحابها ; مثل مكان : مولد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومولد فاطمة ( عليها السلام ) ، وقبر حوّاء أُم البشر والقبّة التي عليه ، أين قبر حوّاء اليوم ؟ ألم يكن وجوده تحفة نادرة ؟ يدل على موضع موت أوّل امرأة في البشرية ؟ أين مسجد حمزة في المدينة ؟ ومزاره الذي كان ؟ أين  ؟ وأين 

لو تتبعنا القرآن الكريم ـ كمسلمين ـ لرأينا أنّ القرآن الكريم يعظّم المؤمنين ويكرّمهم بالبناء على قبورهم ـ حيث كان هذا الأمر شائعاً بين الأمم التي سبقت ظهور الإسلام ـ فيحدثنا القرآن الكريم عن أهل الكهف حينما اكتشف أمرهم ـ بعد ثلاثمائة وتسع سنين ـ بعد انتشار التوحيد وتغلبه على الكفر .

ومع ذلك نرى انقسام الناس إلى قسمين : قسم يقول : ( ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ) تخليداً لذكراهم ، وهؤلاء هم الكافرون ، بينما نرى المؤمنين ، التي انتصرت إرادتهم فيما بعد يدعون إلى بناء المسجد على الكهف ، كي يكون مركزاً لعبادة الله تعالى ، بجوار قبور أولئك الذين رفضوا عبادة غير الله . 

فلو كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها علامة على الشرك ، فلماذا صدر هذا الاقتراح من المؤمنين ؟! ولماذا ذكر القرآن اقتراحهم دون نقد أو ردّ ؟! أليس ذلك دليلاً على الجواز ، ( قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) الكهف : 21. 

فهذا تقرير من القرآن الكريم على صحّة هذا الاقتراح ، بناء المسجد  ومن الثابت أنّ تقرير القرآن حجّة شرعية 

وفي ذكر أسماء القباب الشريفة التي هدموها في الثامن من شوال سنة ( 1344 ) في البقيع خارجه وداخله :

الأول: قبة أهل البيت عليهم السلام المحتوية على ضريح سيدة النساء فاطمة الزهراء - على قول - ومراقد الأئمة الأربعة : الحسن السبط ، وزين العابدين ، ومحمد الباقر ، وابنه جعفر بن محمد الصادق عليهم الصلاة والسلام ، وقبر العباس ابن عبد المطلب عم النبي ، وبعد هدم هذه القباب درست الضرائح 

️الثاني: قبة سيدنا إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .

️الثالث: قبة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم . 

️الرابعة: قبة عمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم . 

️الخامسة: قبة حليمة السعدية مرضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . 

️السادسة: قبة سيدنا إسماعيل ابن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام . 

️السابعة: قبة أبي سعيد الخدري . 

️الثامنة: قبة فاطمة بنت أسد . 

️التاسعة: قبة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله وسلم . 

️العاشرة: قبة سيدنا حمزة خارج المدينة . 

️الحادية عشرة: قبة علي العريضي ابن الإمام جعفر بن محمد خارج المدينة . 

الثانية عشرة: قبة زكي الدين خارج المدينة 

️الثالثة عشرة: قبة مالك أبي سعد من شهداء أحد داخل المدينة

️الرابعة عشرة: موضع الثنايا خارج المدينة . 

️الخامسة عشرة: مصرع سيدنا عقيل بن أبي طالب عليه السلام 

️السادسة عشرة: بيت الأحزان لفاطمة الزهراء 

️أما عن أسماء المساجد: 
مسجد الكوثر ، ومسجد الجن ، ومسجد أبي القبيس ، ومسجد جبل النور ، ومسجد الكبش إلى ما شاء الله كهدمهم من المآثر والمقامات وسائر الدور والمزارات المحترمة 

️هدموا قباب عبد المطلب جد النبي " ص " وأبي طالب عمه وخديجة أم المؤمنين وخربوا موضع مولد النبي " ص "وموضع ومولد فاطمة الزهراء " ع " في جدة.
هدموا قبة حواء وخربوا قبرها كما خربوا قبور من ذكر أيضا وهدموا جميع ما بمكة ونواحيها والطائف ونواحيها وجدة ونواحيها من القباب والمزارات والأمكنة التي يتبرك بها. 

يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب.. في فضل البقيع :

️وروى الطبراني في الكبير ومحمد بن سنجر في مسنده وابن شبّة في أخبار المدينة عن أم قيس بنت محصن، وهي أخت عُكاشة ، أنها خرجت مع النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ إلى البقيع، فقال:  ((يُحشر من هذه المقبرة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وكأن وجوههم القمر ليلة البدر)). فقام رجل فقال: يا رسول الله، وأنا. فقال: ((وأنت))، فقام آخر فقال: يا رسول الله، وأنا. قال: ((سبقك بها عُكَّاشة))، قال: قلت لها: لِمَ لم يقل للآخر ؟ قالت: أراه كان منافقاً.

️وروى ابن شبّة عن أبي موهبة مولى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ قال: أهبَّني رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ من جوف الليل، فقال: ((إني أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي))، فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال: 

((السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهنَ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه، أقبلتِ الفتنُ كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، الآخرة شر من الأولى))،
ثم استغفر لهم طويلاً.

ثم قال: ((يا أبا موهبة، إني قد أوتيتُ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها، فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي ثم الجنة))، قلت: بأبي وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، قال: ((لا والله يا أبا موهبة، لقد اخترت لقاء ربي ثم الجنة)).  ثم رجع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ فبدأ به وجعه الذي قبض فيه.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

الا لعنة الله على الفكر الوهابي الضال
يريدون ليطفئو نور الله بأفواههم ويأبى الله
إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top