الاثنين، 7 أبريل 2014

جواب حول سؤال عن بحث يشرح الفرق بين المرأة والزوجة في القرآن الكريم

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  7:44 م 0 تعليقات

ورد إلينا بحث مجهول المصدر عن الفرق بين الزوجة و المرأة فحبذا لو اطلعتم عليه ونقحمتوه وصححتموه و تفضلتم علينا برأيكم المبارك، وهذا هو البحث:

"الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم ، فتعالوا نتعرف على البلاغة في القران والدقة في التعبير والبيان ، عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي.

فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما.." (راجع نهاية الصفحة لقراءة كامل البحث)



الجواب: هذا الكلام مجرد استحسان لا يؤيده اللسان العربي ولا آي الذكر الحكيم. فإن السياق القرآني في سورة الأحزاب يتكلم عن كل امرأة ارتبطت بالنبي صلى الله عليه وآله بعلقة الزوجية. وقد عبر عنهن القرآن جميعا بنساء النبي، وخيرهن بين طاعة الله والصبر على العيش مع رسول الله وتحمل مسؤولية الانتساب إليه، وبين طلاقهن وتسريحهن. 
ومع ان الآيات كانت بصدد نقدهن وتوبيخهن، إلا أنها  وصفتهن في نفس المشهد والسياق بالزوجية والأمومة.
ثم إن الروايات المفسرة لمعنى الأمومة طبقتها على نساء النبي اللاتي لم يكن لهن ولد منه، بل قد أخذت منهن موقفا سلبيا. فعلى هذا الزعم يكون القرآن والروايات قد أخطأا في نسبة  الزوجية والأمومة لهن.
لا سيما وأن النبي صلى الله عليه وآله لم يرزق من أحد من نسائه غير خديجة، وأما مارية فقد كانت سرية له صلى الله عليه وآله لا زوجة. ومعنى هذا أن الآية كلها تكون خطأ من الأصل لعدم صدق الزوجية على أي امرأة منهن، لأن الآية مدنية، وخديجة قد توفيت قبل الهجرة.
ومن جهة أخرى وصف الله المرأة التي شكت زوجها إلى الله بأنها زوجه بقرينة المقابلة في تعبير (زوجها) مع ان سبب نزول الآية هو الشقاق الواقع بينهما؛ قال تعالى: "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله".
وقال الله تعالى على لسان رسوله: "أمسك عليك زوجك"؛ يعني زيد بن حارثة فسمى زينب بنت جحش زوجة مع أنه لم يكن قد رزق بعد بولد منها.
وأوضح من ذلك في سورة النور آيات عديدة عن الخلافات والاتهامات بين الزوجين، ومع ذلك رأينا القرآن لا يتردد في نعتهن بالأزواج. قال سبحانه:  "والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم"  فهل بعد الرمي بالزنا من شقاق وعدم انسجام؟!
وقال: "وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج ..." وهل استبدال الأزواج إلا بسبب غياب الانسجام؟! 
وفي ما ذكرنا كفاية لإبطال هذه الدعوى المزعومة.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

البحث المقصود كاملا للمراجعة:

ورد إلينا بحث مجهول المصدر عن الفرق بين الزوجة و المرأة فحبذا لو اطلعتم عليه ونقحمتوه وصححتموه و تفضلتم علينا برأيكم المبارك. 


الفرق بين الزوجة و المرأة في القرآن الكريم ، فتعالوا نتعرف على البلاغة في القران والدقة في التعبير والبيان ، عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين نلحظ أن لفظ "زوج" يُطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما بدون اختلاف ديني أو نفسي أو جنسي.

فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها "امرأة" وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي أو جنسي بينهما..

ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ، وقوله تعالى: "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا".

وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى: "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي صلى الله عليه وآله "أزواجاً" له ، في قوله تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ".
فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى "امرأة" وليس "زوجاً".
قال القرآن: امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل: زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا".
إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ، ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست "زوجاً" له ، وإنما هي "امرأة"  .

ولهذا الإعتبار قال القرآن: امرأة فرعون ، في قوله تعالى: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ". لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما ، فهي "امرأته" وليست "زوجه".
ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين "زوج" و"امرأة" ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ، على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام ، أن يرزقه ولداً يرثه ، فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ، وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة.
عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة" ، قال تعالى على لسان زكريا: "وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا" . وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ، وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ، فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى: "قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء".
وحكمة إطلاق كلمة "امرأة" على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ، رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ، وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية.
ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ، كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف "النسلي" من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع حيوي عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ، فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة.
ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ، فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ، ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة "امرأة".
وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ، وولدت لزكريا ابنه يحيى ، فإن القرآن لم يطلق عليها "امرأة" ، وإنما أطلق عليها كلمة "زوج" ، لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة . قال تعالى: "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ".
والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي "امرأة" زكريا في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى هي "زوج" وليست مجرّد امرأته.
بهذا عرفنا الفرق الدقيق بين "زوج" و"امرأة" في التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين.

يعني يمكن أن نستفيد من هذا التدبر أن بعض نساء النبي لسن بأمهات المؤمنين ، لماذا؟ لأن الله يقول وأزواجه أمهاتهم ، وحيث إن بعضهن لم تتحقق فيهن الزوجية الكاملة وذلك لعدم الإنجاب كعائشة وحفصة فلا يصح أن نطلق عليهن بأمهات المؤمنين ، لأن وصف الأم مقرونٌ بالزوجية..

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top