السؤال: كيف يمكن تحصيل الخشوع في الصلاة؟
الجواب: قال الله تعالى: " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون" (المؤمنون: 1-2). والخشوع هو استشعار الرهبة والهيبة، حتى لكأن كل جوارح الخاشع وجوانحه متوجهة إلى المهاب المرهوب. وهي على درجات كثيرة، والمعيّن لهذه الدرجة أو تلك هو الزاوية التي ينطلق منها العبد في تلك الهيبة والرهبة. ومن أجل تحصيل هذه الحالة في الصلاة لا بد إيجاد مقدماتها الموصلة، ومن تلك المقدمات الابتعاد عن الحرام والشبهة في الطعام واللباس، والسمع والبصر، والفكر والخيال. ومنها: التهيؤ للصلاة وانتظارها قبل حلول وقتها، ولبس النظيف، واستعمال الزينة، والمواظبة على السواك، وفي أثناء الصلاة عليه القيام بأمور: منها: التخشع فيها، وهو الالتزام بظاهر الخشوع، في حركاته، وسكناته، ونظراته، ومنها اتباع آداب الصلاة الواجب منها والمستحب، واجتناب الممنوع والمكروه، مثل مدافعة الأخبثين، وتوقي مواضع الرياء والشبهة. ثم الدعاء وصدق النية مع الله، والتوسل بأهل البيت المعصومين (ع)، وما إلى ذلك من دواعي حضور القلب، فإن القلب إذا خشع خشع البدن.
وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام قوله: إذا قمت في الصلاة فعليك بالإقبال على صلاتك فإنما يحسب لك منها ما أقبلت عليه ولا تعبث فيها بيدك ولا برأسك ولا بلحيتك ولا تحدث نفسك ولا تتثاءب ولا تتمطّ ولا تكفِّر (والمراد التكفير، أي وضع يد على أخرى في قيام الصلاة) فإنما يفعل ذلك المجوس ولا تلَثَّم ولا تحتفز [ولا] تفرج كما يتفرج البعير ولا تقع على قدميك ولا تفترش ذراعيك ولا تفرقع أصابعك فإن ذلك كله نقصان من الصلاة ولا تقم إلى الصلاة متكاسلاً ولا متناعساً ولا متثاقلاً فإنها من خلال النفاق؛ فإن الله سبحانه نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعنى سكر النوم وقال للمنافقين: "وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا" (الكافي: ج3 باب الجمع بين الصلاتين، ص362). وفي الحديث أن القبول يكون بقدر إقبال العبد في صلاته.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق