الجواب: يحاسب المخلوق على قدر ما آتاه الله من عقل ومن مسكة!. قال تعالى: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلاّ اُمم أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثمّ إلى ربّهم يحشرون"(الأنعام: 38). وقال سبحانه: " وإِذا الوحوش حشرت "
وعن أبي ذر قال: بيّنا أنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إِذ انتطحت عنزان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «أتدرون فيما انتطحتا؟» فقالوا: لا ندري، قال: «ولكن الله يدري وسيقضي بينهما»( تفسير مجمع البيان، ونور الثقلين في تفسير الآية المذكورة).
وقد روى العامة أيضاً ذلك بطرقهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تفسير هذه الآية أنّه قال: «إِنّه يحشر هذه الأُمم يوم القيامة ويقتص من بعضها لبعض حتى يقتص للجماء من القرناء»( تفسير المنار، ذيل الآية، والجماء عكس القرناء: الحيوان الفاقد للقرن).
وقال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان: " و أما تفصيل حالها بعد الحشر و ما يئول إليه أمرها فلم يرد في كلامه تعالى و لا فيما يعتمد عليه من الأخبار ما يكشف عن ذلك نعم ربما استفيد من قوله في آية الأنعام: "أمم أمثالكم" و قوله: "ما فرطنا في الكتاب من شيء" بعض ما يتضح به الحال في الجملة لا يخفى على الناقد المتدبر، و ربما قيل: إن حشر الوحوش من أشراط الساعة لا مما يقع يوم القيامة و المراد به خروجها من غاباتها و أكنانها.
" (تفسير الميزان: ج20 ص118)
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق