بعض مصادر الاعتداء على بيت الزهراء من كتب القوم
2- ملاسنة عمر للزهراء عليها السلام
كانت الزهراء البتول بقية النبي صلى الله عليه وآله ووديعته في أمته من بعده، وقد طالما أوصى بها وعليها، ونص على مقامها القرآن الكريم، والرسول الأمين، فجعل رضاها رضاه ورضاه رضى الله، وأذاها أذاه وأذاه أذى الله. هذا من مسلمات المسلمين. لكن الذين ولوا الأمر من بعد النبي لم يرعوا وديعته، ولا سيما عمر بن الخطاب، الذي لجّ في عنادها، وأفحش في تبكيتها وإذلالها.
روى ذلك ابن أبي شيبة شيخ البخاري، في كتابه (المصنف)، بسنده عن زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم وهو مولى عمر، يقول: حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله، كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلمّا بلغ ذلك عمر بن الخطّاب، خرج حتّى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله، والله ما أحد أحبّ إلينا من أبيك، وما من أحد أحبّ إلينا بعد أبيك منك، وايم الله ما ذاك بمانعي إنْ اجتمع هؤلاء النفر عندك أن أمرتهم أن يحرّق عليهم البيت (المصنف لابن أبي شيبة، من مشايخ البخاري المتوفى سنة 235 هـ: (7: 432).
"فقالت فاطمة (عليها السلام): "أفتحرق على ولدي؟!" فقال: إي والله أو ليخرجنّ وليبايعنّ". وفي رواية: " يا ابن الخطاب! أتراك محرقاً عليَّ بابي؟! " قال: نعم". (أنساب الأشراف: 1/586؛ وانظر: روضة المناظر: 11/113 (حاشية الكامل لابن الأثير)؛ الجمل: 117 ؛ كامل البهائي: 2/24).
وفي العقد الفريد لابن عبد ربّه المتوفى سنة 328: وأمّا علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتّى بعث إليهم أبو بكر [ ولم يكن عمر هو الذي بادر، بَعَثَ أبو بكر عمر بن الخطّاب ] ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له: إنْ أبوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أنْ يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت : يا ابن الخطّاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا ما دخلت فيه الأُمّة (العقد الفريد 5 / 13).
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق