السؤال: نجد في بعض الأحيان انه بعد سقوط ضحايا سيما من الأخوة المؤمنين نتيجة تفجير أو غيرها من الأعمال الإجرامية نجد البعض ينعى القتيل بعبارات مثل نزف إلى صاحب الزمان استشهاد فلان أو نهنئ الأمة الإسلامية باستشهاد فلان سؤالنا هو: هل عبارات الزفة والتهنئة لها أصل في كتبنا المعتبرة أم فعلا يجب أن يكون فراق الأحبة مصاباً جللا كما قال الإمام علي عليه السلام أن فراق الأحبة أصعب من الموت ودمتم موفقين.
الجواب: ضحايا الإجرام لا شك أنهم يقدمون على رب رحيم، وقاض قادر عتيد، لا يجوزه ظلم ظالم. فإذا كان من قتل قتل لموقف إيجابي مطلوب منه عقلا او عرفا أو شرعا؛ فقد تكفلت النصوص الوحيانية باعتبارهم شهداء، بمعنى أن لهم ثواب الشهداء.
وأما التعبير في التأبين بألفاظ مثل الفرح والزفاف، فهي تعابير عرفية عن حالة الفخر والاعتداد بتلك المواقف، تخليدا لذكراهم وبثا للروح المتفائلة في الناس.
ولا يبعد ان يكون منطلقها دوافع شرعية من الكتاب والسنة، باعتبارهم شهداء أبرارا. فالقرآن يعتبر الشهادة بيعا للنفس في مقابل رضا الله والجنة. والله سبحانه يقول: " فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به". ويقول: " لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون". ويقول: "أحياء عند ربهم يرزقون". وتقول الروايات : ان الشهيد تنتظره سبعون من الحور العين، خلقهن الله له وهن في انتظار دائم له!.
فالحياة التي ينالها الشهيد المظلوم إذن هي الحياة الهانئة، السارة الفرحة .. الحياة التي طالما كان ينتظرها أمير المؤمنين عليه السلام، حتى إذا فلق ابن ملجم المرادي رأسه الشريف، وشعر بحصول شهادته جعل يقول: فزت ورب الكعبة!.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق