الأحد، 11 مايو 2014

أقسام القلوب والجبر

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:00 م 0 تعليقات


السؤال: في الحديث عن الإمام الباقر أن قلوب الناس اربعة: أزهر ومنكوس ومطبوع ومخلوط بين الإيمان والنفاق. أولا يفهم من ذلك أن الإنسان مجبول على ما خلق عليه، فإن كان ذا قلب أزهر كان مؤمنا، وإن كان منكوس القلب فهو كافر ومشرك، وهكذا سائر الأقسام. فلا فخر للمؤمن، ولا ذنب للمشرك ولا المنافق.
 
الجواب: هذا الحديث وأشباهه إنما هو بصدد توصيف وتصنيف الحالات التي يصل إليها اﻹنسان بسبب أفعاله واعتقاده، لا أنها والعياذ بالله تصنف الناس بالقهر والجبر، ومن دون اختيار منهم، فليس ربنا بظلام للعبيد سبحانه. وقد روى الشيخ الكلينيّ بسنده عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «إنّ القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان وقلب منكوس، وقلب مطبوع، وقلب أزهر أجرد. فقلت: ما الأزهر؟ قال: فيه كهيئة السّراج، فأمّا المطبوع فقلب المنافق، وأمّا الأزهر فقلب المؤمن، إن أعطاه شكر وإن ابتلاه صبر، وأمّا المطبوع فقلب المشرك، ثمّ قرأ هذه الآية:"أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمّن يمشي سويا على صراط مستقيم"؛ فأمّا القلب الّذي فيه إيمان ونفاق فهم كانوا بالطائف فإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك، وإن أدركه على إيمانه نجا» (أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب في ظلمة قلب المنافق، ح2).
وفي حديث آخر في كتاب أصول الكافي بسنده إلى الإمام جعفر عليه السلام قال: «القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعي شيئا من الخير وهو قلب الكافر، وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشرّ فيه يعتلجان، فأيهما كانت منه غلب عليه، وقلب مفتوح فيه مصابيح تزهر ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن». (أصول الكافي، المجلد الثاني، باب في ظلمة قلب المنافق، كتاب الإيمان والكفر، ح3). ولا تنافي بين التقسيمين الثلاثي والرباعي، فالتقسيم الثلاثي لم يذكر المطبوع، لكنه حين ذكر صاحب النكتة السوداء كأنه ذكر المطبوع، فإن القلب إذا أوغل في السوء اسود وطبع الله عليه!.
والحق: أن كل إنسان له أن يغير من واقعه ومصيره، إذا هو اختار طريق الهدى، وارعوى عن مستنقعات الردى. قال تعالى:  "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" (الشمس:  9-10)، ويبقى باب التوبة مفتوحا إلى آخر لحظة من لحظات حياته. وقد تعرض لشرحه المولى صالح المازندراني في شرح الكافي، وغيره من العلماء اﻷفذاذ.
وهذه الأقسام موجودة بأوصافها في القرآن العظيم، بل وتكفلت الآيات بذكر تفاصيل كل قسم من تلك الأقسام، فراجع الآيات (34 و35، و52 – 54) من سورة الحج، و(16) من سورة الحديد، و(74) من سورة البقرة، و(35) من سورة غافر، و(24) من سورة محمد، و(28) من سورة الرعد، وغيرها من الكتاب العزيز.

سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.

التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 التعليقات:

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top