السؤال: مسألة طالما حيرتني، وهي أن الله سبحانه خلقنا فأودع فينا مجموعة قوى قاهرة على المعصية، مثل النفس الأمارة بالسوء، والشيطان، والغرائز الجبارة القاهرة التي يضعف الإنسان أمام سطوتها، ثم إذا ما وقع الإنسان الضعيف بين مخالب تلك القوى الشريرة عاقبه على ذلك، مع أنه كان أسيرها، وهي خارجة عن طوعه وقدرته. أوليس في ذلك ما ينافي العدل الإلهي؟
الجواب: لقد ألهم الله سبحانه النفس بالفجور والتقوى، لكنه لم يتركها دون أن يعطيها المقياس والميزان الذي تميّز به بين الخير والشر، وتعرف به فضل الخير على الشر. فأمدّها بالعقل والفطرة والنفس اللوامة، ومكّنها من الوصول إلى مرتبة النفس المطمئنة، ثم بعث إليها الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين، لكي يسوقوها نحو الفضيلة، ويجنبوها من الهويّ في مستنقع الرذيلة. وأما النفس الأمارة والشيطان والشهوات، فهي وسيلة الابتلاء اللازم، لكنها لا تبلغ حد إلجاء الانسان أو إجباره على اختيار الباطل والشر فضلاً عن ارتكابهما، بل جعل الغلبة في صف جنود الخير وجبهته.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.
0 التعليقات:
إرسال تعليق