السؤال: أن جسم الإنسان كلما نما تغيرت خلاياه، بل تدخل في تركيب جسمه المواد التي يأكلها من لحوم وخضروات وغيرها، ولا شك أنها كانت في أجسام أخرى. مما يعني أن لكل إنسان مجموعة من الأبدان في طول حياته، بعضها ارتكب فيها المعصية، وبعضها ليس منه أصلا، بل من أجسام أخرى. فإذا كان الإنسان سيعذب في النار، ويحترق بدنه وجلده بها، فأي بدن هو المعاقب؟ أفلا يلزم أن العقاب ربما يقع على الجسم الذي لم يرتكب الجرم، وهو ظلم واضح.
الجواب: هذا ما يسمى بشبهة الآكل والمأكول، وقد أجيب بعدة إجابات:
منها: أن المحشور ليس هو البدن الدنيوي بشكل كامل، بل هو بدن مثالي، أو بدن جديد، بحيث ينتفي معه الاختلاط مع أجزاء المخلوقات الأخرى.
ومنها: أن الذي يعاد هو البدن الدنيوي بأصوله الأساسية، بمعنى خلوه من الزيادات العارضة عليه من الأجسام الأخرى.
ومنها: أن المدار في الثواب والعقاب ليس على البدن، بل على الروح، والشبهة المشار إليها إنما تتوجه على الاختلاط البدني، وهو غير ضار في حال كون المواجه للعقاب والثواب هو الروح خاصة.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.