السؤال: ماذا تقولون عن الفلسفة والعرفان والتصوف؟
الجواب: الفلسفة بما إنها تتمحور حول العقل البشري والعقل البشري معرض للخطأ والاشتباه لولا الصيانة الشرعية، لقصوره عن إدراك كثير من الأمور أولاً، ولتشكل الصورة عنده بشكل مخلوط ومغلوط في أحيان أخرى، فيأخذها أخذ المسلمات، ثم يعطي النتائج وفق تلك المعطيات، على أنها صحيحة ومطابقة للواقع، وليس الأمر كذلك. لذلك لا منجاة للعقل البشري – والفلسفة ناتج من نتاجاته - من الوقوع في الخطأ، مثل نظرية العقول العشرة ووحدة الوجود، وغيرهما. فتحصيل الفلسفة يجب أن يكون مشفوعاً بما جاء في القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة للوقوف على أخطائها والتحرز منها.
و العرفان الصحيح منحصر طبق القرآن الحكيم والأحاديث الشريفة فيما دلّنا عليه أهل البيت المعصومون صلوات الله عليهم أجمعين، بترويض النفس على تقوى الله، وذلك بأداء الواجبات وترك المحرمات، والانطلاق من نور العقيدة النزيهة الثابتة، وفوق ذلك بالالتزام بآداب الإسلام الإلزامية وغير الإلزامية، لما له من الآثار التكوينية والوضعية على جسم الإنسان وروحه وعقله.
وأما التصوف فالظاهر من هدي اهل البيت صلوات الله عليهم التنفير منهم واجتناب تخاريفهم. وقد نقل في مجمع البحرين قولاً بأن الصوفية: سمّوا بذلك لاستعمالهم لبس الصوف، والصوفية ونحوها من الطرائق والنحل التي أسسها حكام الجور من بني العباس مقابل مدرسة أهل البيت عليهم السلام وخاصة في زمن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وقد تصدّوا (عليهم السلام) لكشف القناع عنهم وسحب مشروعيتهم، وبيان أنها مما لم ينزل الله بها من سلطان. وقال السيد الطباطبائي اليزدي في كتابه: «العروة الوثقى» وهو يعدّ النجاسات في الثامن منها: «والقائلين بوحدة الوجود من الصوفية اذا التزموا بأحكام الإسلام، فالأقوى عدم نجاستهم، إلا مع العلم بالتزامهم بلوازم مذاهبهم من المفاسد».
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.