الأربعاء، 14 مايو 2014

ضريح الإمام الحسين والسيدة زينب في مصر

من طرف طريق الفضيلة  |  نشر في :  8:18 م


السؤال: يوجد خلاف كبير حول ضريحي الإمام الحسين عليه السلام، والسيدة زينب سلام الله عليها، هل هما حقاً في مصر؟!
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
بالنسبة لمسألة الضريحين المباركين نقول:
إن ما أظهره المصريون من حب وولاء لأهل البيت عليهم السلام، لهو أمر جدير بالتقدير، وحقيق بالاحترام..
ولم يقتصر اهتمامهم بأهل البيت عليهم السلام على مسجد رأس الإمام الحسين عليه السلام، ولا على مرقد السيدة زينب بنت علي عليهما السلام، بل هو قد تجاوز ذلك ليشمل الكثير من الضرائح لأشراف هم من سلالة النبي صلى الله عليه وآله والزهراء عليها السلام وعلي عليه السلام، مثل السيدة نفيسة إحدى حفيدات الرسول صلى الله عليه وآله وزوجة إسحاق المؤتمن ابن الإمام الصادق عليه السلام.
أما بالنسبة للمرقد الموجود في مصر، وهل هو مرقد السيدة زينب عليها السلام أم أنه مرقد السيدة زينب بنت يحيى المتوج، فهو موضع بحث وأخذ ورد، بين الباحثين ولكل واحد من الاتجاهين دلائله وشواهده، التي لا يمكن تجاهلها، أو التقليل من أهميتها..
ولعل أكثر من أوغل في بحث هذه القضية هو الشيخ محمد حسنين السابقي في كتابه: «مرقد العقيلة زينب» الذي جمع الكثير من الأقوال والشواهد لكلا الاتجاهين، وناقشها ومحَّصها، وفق ما تهيأ له..
وأما بالنسبة لمسجد رأس الإمام الحسين عليه السلام، فإن الروايات الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام تقول: إن الإمام زين العابدين عليه السلام قد أخذ الرأس ودفنه مع الجسد، كما أن الظاهر من النصوص أيضاً أنه قد طيف بالرأس الشريف في البلاد.
فإذا أخذنا بهذه الروايات وتلك، فإنه سوف يتأكد لدينا احتمال أن يكون أهل مصر بدافع من محبتهم لأهل البيت عليهم السلام قد بنوا في الموضع الذي وضع فيه الرأس الشريف مقاماً يزوره محبو أهل البيت عليهم السلام ويتبركون به..
وأعتقد أن على الناس أن يستفيدوا من كل هذه الأماكن الشريفة، وأن إثارة جدل من هذا القبيل، سوف يثير لدى الناس حالة من التشكيك في هذه المراقد ويوجب صدودهم عنها، وأن تفقد تأثيرها في ربط العبد بربه، وفي حضور قلبه، وفي تهيئته نفسياً وروحياً للتوبة النصوح، وللإخلاص في الدعاء، فإن هذه الأماكن المشرفة إنما هي وسائل هداية، وسبب صلاح وإصلاح. وهمزة وصل بين العبد وخالقه، عن طريق أصفياء الله وأوليائه الذين أمر الله بمحبتهم وبمودتهم، وبالتقرب إليه بطاعتهم، والتزام خطهم ونهجهم..
إن مجرد انتساب المقام لأهل البيت عليهم السلام يكفي مبرراً لاتخاذه موطناً للدعاء والابتهال، وداعياً للارتباط به سبحانه بسببهم وعن طريقهم صلوات الله وسلامه عليهم.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد، وآله الطاهرين..


سماحة السيد جعفر مرتضى العاملي.


التسميات :
نبذة عن الكاتب

اكتب وصف المشرف هنا ..

اشتراك

الحصول على كل المشاركات لدينا مباشرة في صندوق البريد الإلكتروني

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

أرشيف المدونة الإلكترونية

back to top