السؤال: الحديث المشهور: "عبدي أطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون، وتقول للشيء كن فيكون". كثيراً ما نجد ترديده على المنابر، فهل يمكن قبوله، وهل هو صحيح أساساً؟
الجواب: الحديث بمثل هذه الألفاظ ضعيف، وهو مذكور كحديث قدسي في بعض المصادر، كعدة الداعي لابن فهد الحلي، ومشارق أنوار اليقين للطبرسي، وإرشاد القلوب للديلمي. وهو وإن كان سنده لا يخلو من كلام، وما في ألفاظه من استيحاش في بدو النظر، إلا أن مضمونه منثور بين أحاديث غير قليلة، وبعضها معتبر. فلا بد من توجيهه بحسب محدودية الإنسان والمخلوق الممكن في مقابل قدرة الله سبحانه المطلقة. لا سيما مع وروده بألفاظ متفاوتة في أحاديث عديدة، وعند الفريقين جميعاً، ومع هذا التوجيه لا يبقى مانع عقلي منه. وقدرة العبد حينئذ تكون إضافية لا استقلالية، وفي طول قدرة الله عز وجل لا في عرضها وموازاتها. وهذا هو الفرق بين المثلية التي يمكن قبولها هنا والمثلية المستحيلة والمنفية في قوله تعالى: "ليس كمثله شيء" (الشورى: 11). ولا بد كذلك من تقييد قدرة العبد بما يمكن في حقه، بما هو مخلوق ممكن الوجود، والله العالم.
سماحة الشيخ عبدالحسن نصيف.